حطت، القافلة الوطنية للتنظيف، في إطار الجهود المستمرة لترقية الوعي البيئي وتحسين جودة الحياة للمواطنين، التي تنظمها الوكالة الوطنية للنفايات، رحالها بولاية سكيكدة، على مستوى شاطئ العربي بن مهيدي، مركز رقم 01، في إطار موسم الاصطياف 2025.
وتحت شعار “بيئتنا.. مسؤوليتنا اليوم ورهاننا للغد”، تأتي هذه الحملة البيئية لتكون محطة هامة في سلسلة الأنشطة الموجهة نحو تحسين الإطار المعيشي للمواطن وتوعية المجتمع بمفهوم التسيير المدمج للنفايات، إذ تمثل هذه القافلة ركيزة أساسية في تعزيز ثقافة الحفاظ على البيئة لدى مختلف فئات المجتمع.
والقافلة لم تقتصر على حملات التنظيف فقط، بل شملت أيضًا مجموعة من النشاطات التوعوية والتربوية التي استهدفت مختلف شرائح المجتمع، خاصة الأطفال الذين تم إشراكهم في ألعاب تربوية موجهة لتعليمهم مبادئ إدارة النفايات وكيفية التعامل معها بطريقة صحية وآمنة.هذه الألعاب التي تم تنظيمها تحت إشراف متخصصين، كانت فرصة للأطفال للتعرف على أنواع النفايات، مخاطرها، وكيفية تثمينها بدل التخلص منها بشكل عشوائي، وقد جاء هذا النشاط ليدعم غرس السلوكيات البيئية الإيجابية لدى الأطفال، الذين يُعدون أساس نجاح أي تغيير بيئي حقيقي في المستقبل.
وفي هذا السياق، قال أحد المشرفين على الأنشطة التربوية “من المهم أن نزرع في الأطفال من سن مبكرة وعيا بيئيا يجعلهم يدركون مسؤولياتهم تجاه البيئة والمجتمع. هذه الأنشطة تساهم في بناء جيل واعي ومتعاطف مع قضايا بيئته.”ولم تكن هذه الفعالية محصورة في الوكالة الوطنية للنفايات فقط، بل شاركت فيها مجموعة من الهيئات المحلية والمنظمات البيئية التي ساهمت جميعها في إنجاح هذا الحدث البيئي الكبير، ومن أبرز المشاركين مديرية البيئة لولاية سكيكدة، مديرية الشباب والرياضة لولاية سكيكدة، المؤسسة البلدية للنظافة والتسيير ECONEG، المؤسسة الولائية لتسيير مراكز الردم التقني CLEAN-SKI، جمعية المسعفين المتطوعين سكيكدة، جمعية إيكولوجيا، وجمعية أنيس لرعاية الشباب سكيكدة، لاسيما وان هذا التنسيق بين مختلف الجهات المحلية والهيئات البيئية يعكس روح التضامن الجماعي ويسهم في تحقيق أهداف الحملة البيئية التي تتطلع إلى تعزيز دور المواطن في حماية بيئته المحلية من خلال تنظيف الشواطئ وحماية الموارد الطبيعية.
واختتمت التظاهرة بحملة تنظيف واسعة لشاطئ العربي بن مهيدي، حيث تطوع العشرات من المواطنين، إلى جانب المشاركين في الحملة، لجمع النفايات وإعادة تأهيل الشاطئ، ليظهر في صورة بيئية نظيفة ومرتبة، والحملة أظهرت أيضا وعيا بيئيا، خاصة من قبل الفئات العمرية الصغيرة، مما يعكس تحولا في سلوك المجتمع تجاه نظافة البيئة والاستدامة.
وأكد المنظمون أن الهدف الرئيس من هذه الحملة لم يكن فقط جمع النفايات، بل هو بمثابة دعوة لتغيير العادات السيئة التي تؤثر سلبًا على البيئة البحرية والشواطئ، كما يعكس دعوة للجميع من أجل المشاركة المجتمعية في الحفاظ على البيئة.
وتمثل القافلة الوطنية للتنظيف في ولاية سكيكدة خطوة هامة نحو ترسيخ ثقافة بيئية واعية، تسهم في تحسين جودة الحياة والتصدي للتحديات البيئية، عبر التوعية، التنظيف، ورفع الوعي المجتمعي.