تواصل المديرية العامة للأمن الوطني بولاية وهران، تنفيذ خطتها الميدانية الاستباقية لمكافحة ظاهرة التسممات الغذائية التي تشهد تزايدا ملحوظا بفعل ارتفاع درجات الحرارة، خاصة مع توافد أعداد كبيرة من الزوار والسياح إلى المدينة.
وتندرج هذه الجهود ضمن استراتيجية وقائية شاملة، ترتكز على تكثيف الرقابة على المحال التجارية والمرافق السياحية والخدمية، إلى جانب تنظيم حملات تحسيسية موجهة للمواطنين، بهدف تعزيز الوعي الصحي وتشجيع السلوكيات السليمة في التعامل مع المواد الغذائية، بما يساهم في الحد من المخاطر المرتبطة باستهلاك أغذية غير مطابقة للمعايير الصحية.
في ضوء ذلك، أكد ضابط الشرطة الرئيسي محمد تواتي، رئيس مكتب الاتصال بأمن ولاية وهران، أن “هذه الخطة، تندرج ضمن برنامج شامل، يهدف إلى إشراك كافة الفاعلين في تنفيذ محاوره؛ حيث تضطلع المديرية العامة للأمن الوطني بدور محوري في المرافقة، المتابعة، والمراقبة الميدانية.”
أوضح تواتي في تصريح لـ«الشعب”، أن “المديرية العامة للأمن الوطني، خصّصت مصالح مهيكلة على مستوى أمن الولايات، تابعة للشرطة العامة بمختلف فروعها، تتولى مهام خاصة بهذا النوع من التدخلات.”
كما أكد أن “هذه المصالح، تبذل جهودا مكثفة لمواجهة الظواهر السلبية التي تهدد النظام العام، وعلى رأسها حالات التسمم الغذائي والاستغلال غير القانوني للأرصفة.”
وتتم هذه العمليات، بالتنسيق الوثيق مع مختلف الجهات المعنية، في إطار حرص الأمن الوطني على فرض احترام القوانين التنظيمية، حماية المستهلك، وترسيخ ثقافة الانضباط داخل الفضاء التجاري.”
واعتبر المتحدث ذاته أن “الصحة العامة، تعد من الركائز الأساسية للنظام العام، وهي من أولويات الجهاز الأمني، خاصة في ظل التحديات المرتبطة بظاهرة التسممات الغذائية، التي تشكل خطرا متزايدا على المواطنين.”
كما أشار إلى أن “تجاوب المواطنين من خلال الإبلاغ عبر الرقم الأخضر (1548) ورقم النجدة (17)، يُعد مؤشرا إيجابيا، يعكس ارتفاع مستوى الوعي بخطورة التسممات الغذائية، مما يجعل المستهلك طرفا فاعلا في دعم جهود الوقاية والمراقبة.”
وشدّد محمد تواتي، ضابط الشرطة الرئيسي ورئيس مكتب الاتصال بأمن ولاية وهران، على “أهمية ترسيخ ثقافة استهلاكية واعية.”، مؤكدا أن “إدراك المواطن لما يستهلكه، يعد حجر الأساس في تفادي مثل هذه الحوادث، ويسهم بشكل مباشر في تعزيز السلامة الصحية داخل المجتمع.”
وفي السياق، أفادت ضابط الشرطة الرئيسي بالمصلحة الولائية للشرطة العامة بولاية وهران، رشيدة صام بوعافية، أن “مخطط المديرية العامة للأمن الوطني الخاص بموسم الاصطياف، يرتكز على تدخلات استباقية مدروسة، تهدف إلى ضمان سرعة الاستجابة لمختلف الحالات، مع تعزيز فعالية المعالجة الميدانية.”
اعتبرت بوعافية أن “هذا المخطط، يعكس جاهزية المصالح الأمنية للتعامل مع مستجدات الموسم السياحي بكل احترافية، بما يضمن سلامة المواطنين، ويكرس بيئة آمنة ومستقرة.”
وأشارت إلى أن “أكثر من 30 خرجة ميدانية، نُفذت عبر إقليم ولاية وهران، كشفت عن جملة من المخالفات، تتعلق أساسا بعدم احترام شروط النظافة والتبريد، خصوصا في المطاعم ومحلات الوجبات السريعة وبعض الفنادق، ما أدى إلى ارتفاع عدد حالات التسمم.”
وأضافت أن “الفترة ما بين 15 ماي إلى 15 جوان، سجلت 25 حالة، فيما ارتفع العدد إلى 34 حالة بين 15 جوان و25 جويلية، وهو مؤشر خطير يستوجب تدخلا حاسما من كافة الجهات المعنية.”
كما أبرزت بوعافية، أن “الإجراءات القضائية، قد طالت عددا من المخالفين، وقد تصل العقوبات في بعض الحالات إلى السجن.”، في إشارة إلى جدّية الجهات الأمنية في التعامل مع هذا الملف.
وختمت تصريحها بالتأكيد على أن “المخطط الأمني، لا يكتفي بالجانب الردعي، بل يشمل التوعية والتحسيس، بهدف صون صحة المواطنين وتأمين بيئة سياحية سليمة وآمنة، خلال موسم الاصطياف.”