موازاة مع أزمة المياه وتراجع المحاصيل الزراعية

هاجس الحرائق يؤرق الفلاحين بولاية بومرداس

بومرداس: ز/ كمال

يعيش قطاع الفلاحة بولاية بومرداس خصوصا بالمناطق الجبلية التي تنتشر فيها أنشطة محلية كإنتاج الزيتون، التين، تربية الماشية والنحل أسوء المواسم منذ عدة سنوات بسبب ظاهرة الجفاف وشحّ الأمطار التي بدأت تنذر بتراجع المحاصيل الزراعية والمنتجات، فيما يتخوّف الفلاحون من ظاهرة الحرائق مع ارتفاع درجة الحرارة باعتبار أن الشرارة الأولى تنطلق عادة من هذه المناطق، في وقت يطالب السكان بتوسيع التغطية وفتح مراكز للحماية المدنية بالبلديات النائية..
 بدأت الكثير من العوامل الطبيعية والمناخية تتحامل على النشاط الفلاحي بولاية بومرداس الذي يعتبر ركيزة أساسية للاقتصاد المحلي ومصادر دخل لعشرات العائلات الناشطة والمتمسّكة بالأرض، رغم كل الظروف والصعوبات التي تواجه القطاع بسبب التقلبات المناخية وأزمة تراجع كمية الأمطار المتساقطة وتدني منسوب السدود والحواجز المائية، حيث عرفت هذه السنة أسوء وضعية منذ عقود، أو نتيجة ارتفاع تكاليف الأعلاف المخصّصة لتربية الماشية وقد تعدّت الحدود حسب تصريحات الموالين الذين بدأوا يزحفون تدريجيا لاختيار نقاط استراتيجية لبيع كباش العيد، وسط تخوّفات من حدوث حالة ركود وعزوف المواطنين وبالتالي التعرّض لانتكاسة مزدوجة.

مطالبة بفرق متنقلة ومراكز للحماية بالبلديات النائية     

  إلى جانب هذه العوامل الطبيعية المرتبطة بظروف مناخية قد تتجاوز قدرة الإنسان ورغبة الفلاحين في ترقية النشاط وتحسين الوضعية المادية والاجتماعية، لا تزال ظاهرة الحرائق المفتعلة تشكّل هاجسا سنويا للكثير من الناشطين والعائلات المرتبطة بالأرض وبعض الأنشطة المتواجدة في سفوح جبلية وأراضي سهبية تكون دائما الضحية الأولى كتربية النحل، الماشية، إنتاج الزيتون، وأيضا انتشار العشرات من الاصطبلات المتخصّصة في تربية الدواجن وحتى بيوت بلاستيكية، خاصة في ظلّ غياب الحماية والعزوف عن التأمين الفلاحي الذي يبقى هو الآخر إشكالية كبيرة لم يجد لها صندوق التعاون الفلاحي حلا.
 أمام هذه الوضعية وعملا بمبدأ الوقاية، عمدت محافظة الغابات لبومرداس بالتنسيق مع الحماية المدنية إلى تنظيم حملات تحسيسية ضد الحرائق منذ بداية شهر جوان لتوعية المواطنين وحتى الفلاحين بضرورة أخذ الحيطة والحذر، مع الاستعداد المادي بتوفير كل الوسائل المتعلقة بالتدخّل وإخماد الحرائق بما فيه الرتل المتنقل من أجل التواجد الدائم بالقرب من الفضاءات الغابية والجبلية التي تكون دائما مصدر الشرارة الأولى للحرائق، لكنها غير كافية بنظر المواطنين، حيث تأتي سنويا على مساحات واسعة لم تسلم منها حتى حقول الفلاحين، وأخرى تتأثر بصفة غير مباشرة نتيجة الحرارة كنشاط عنب المائدة المنتشر بكثرة بهذه المناطق.  
كما يأمل الفلاحون والمنتجين بعدم تكرار تجارب السنوات الماضية، والمطالبة بتوسيع فرق المراقبة المتنقلة التابعة للحماية المدنية بغرض التدّخل السريع عند أي طارئ، خاصة إذا علمنا أن الكثير من البلديات الجبلية الريفية بولاية بومرداس تنعدم فيها وحدة أو مراكز متقدمة للحماية المدنية، وهو ما جعل سكان بلدية اعفير يطالبون بالتغطية وانجاز ملحق ثانوي، بسبب الحرائق الكبيرة التي تعرّضت لها الصائفة الماضية، حيث مسّت المساحات الغابية المجاورة وأشجار الزيتون الذي يعتبر مصدر رزق رئيسي للعائلات، وبالتالي عدم تكرار التجربة الأليمة لسنة 2017، التي ضربت 13 بلدية وأدّت إلى إتلاف 3300 شجرة زيتون أغلبها في مثلث بني عمران، عمال وسوق الحد، وحوالي ألف هكتار ما بين غابات وأحراش.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024