تشهد بلدية صفصاف الوسرى بولاية تبسة الحدودية ديناميكية تنموية ملحوظة في الآونة الأخيرة، من خلال تجسيد عدة مشاريع حيوية تمس مختلف القطاعات، وفي مقدمتها قطاع الطاقة.
تم الانتهاء مؤخراً في إطار جهود السلطات الرامية إلى تحسين ظروف معيشة السكان وفك العزلة عن المناطق النائية، من مشروع ربط منطقة عقلة أحمد بشبكة الكهرباء، حيث استفادت أكثر من 150 عائلة من هذه الخدمة الأساسية، وقد كلف هذا المشروع حوالي 9 ملايير سنتيم، تم تخصيصها من خزينة الدولة، في خطوة تهدف إلى تلبية حاجيات المواطنين وتعزيز التنمية المحلية.
وفي السياق ذاته، استفادت 80 عائلة بمنطقة قارة ميرة من مشروع مماثل، ممول هذه المرة من ميزانية الولاية، حيث تم استكمال الأشغال وتدشين المشروع فعلياً، مما سمح بتموين العائلات بالكهرباء وتحسين إطارهم المعيشي.
ولقيت هذه المشاريع استحساناً واسعاً من طرف سكان المناطق المعنية، الذين عبّروا عن ارتياحهم الكبير لتوصيل الكهرباء إلى بيوتهم، معتبرين ذلك خطوة طال انتظارها، ونقلة نوعية في حياتهم اليومية، كما ثمّن المواطنون جهود السلطات المحلية في الاستجابة لانشغالاتهم وتحقيق مطالبهم الأساسية، مؤكدين أن هذه المشاريع من شأنها أن تفتح آفاقاً جديدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في مناطقهم.
وتدخل هذه العمليات ضمن مخطط واسع، تسعى من خلاله السلطات المحلية إلى ضمان تغطية شاملة بمختلف الشبكات الحيوية، وعلى رأسها الكهرباء، حيث أحصت في ذات السياق مصالح مديرية الطاقة والمناجم بولاية تبسة نحو70 منطقة ريفية و57 حياً وتحصيصاً اجتماعياً ما تزال في حاجة إلى الربط بشبكات توزيع الكهرباء، وذلك في إطار البرنامج الثلاثي المقرر للفترة الممتدة من 2025 إلى 2027.
وأوضح عيسى قرصاص، إطار بمديرية الطاقة والمناجم، أنه تم إحصاء جميع الأحياء، التجمعات السكنية، والمناطق الريفية التي لم تستفد بعد من الكهرباء والغاز، وذلك بالتنسيق مع مختلف بلديات الولاية ومؤسسة سونلغاز، وقد تم تسجيل هذه المناطق ضمن البرنامج المقترح على مستوى وزارة الطاقة، في انتظار المصادقة عليه ورصد الغلاف المالي اللازم خلال سنة 2025، والذي قُدر بأكثر من 300 مليار سنتيم.