مع اقتراب استلام طرق اجتنابية ستخفف الضغط على الطريق الوطني رقم 29 بالمدينة الجديدة بوعينان، تنفس سكان أحياء “عمروسة” الصعداء بانطلاق أشغال غلق مركز الردم التقني الصومعة الذي اشتكوا منه في وقت سابق لما يسببه من انبعاث روائح كريهة.
في هذا الصدد، أوضحت مديرية البيئة لولاية البليدة بأن صفقة إعادة تهيئة مركز الردم بالصومعة تم منحها لتجمع مؤسستين ولائيتين، ويتعلق الأمر بـ« متيجة حدائق” ومؤسسة تسيير مراكز الردم التقني، حيث تم تنصيب ورشة الأشغال في السابع أوت الجاري.
ويٌعتبر مركز الصومعة الأول من نوعه على المستوى الوطني بعد قرار إنشاء مؤسسات تسيير مراكز الردم التقني على مستوى الولايات، حيث تم تدشينه في سنة 2008، ليستقبل منذ إدخاله حيز الخدمة كمية كبيرة جدا من القمامة المنزلية وتشبع الخندقين المنجزين به بشكل كامل، وصارت المنشأة على ارتفاع يفوق 30 متر من النفايات.
حول هذا المشروع صرح مدير البيئة لولاية البليدة وحيد تشاشي قائلا :« قررنا غلق مركز الردم بالصومعة كونه أصبح يٌحيط به آلاف الوحدات السكينة بفعل التوسع العمراني للمنطقة أي منذ إنشاء المدينة الجديدة بوعينان بداية من سنة 2015...وبالفعل فقد تسبب هذا المركز في انتشار الروائح الكريهة والحشرات وهذا ما اشتكى منه السكان لذا قررنا غلقه، وذلك بعد رفع التجميد عن عملية أخرى وتغيير عنوانها بغلق ثلاث مفارغ في الولاية، وهي مركز الردم بالصومعة، المفرغة المراقبة لمفتاح البور، المفرغة العمومية بالأربعاء وبمبلغ إجمالي قدره 360 مليون دينار”.
بحسب ذات المسؤول فإن أشغال تهيئة مركز الردم التقني لبلدية الصومعة يشمل أيضا استرجاع عصارة النفايات التي تتسرب في الواد المجاور لها، أما بخصوص وحدة معالجة عصارة النفايات التي تدعم بها المركز السنة الماضية فيمكن استغلالها لأكثر من 30 سنة وسُتشكل أحد الوحدات لإزالة التلوث الباطني في الفترة القادمة بحسب تعبيره، أما وحدة تحويل النفايات بهذا المركز التي في طور إعداد دفتر الشروط، ستخصص لاستقبال نفايات البلديات القريبة وعلى مستواها تتم عملية الفرز لإسترجاع أكبر كمية من المواد القابلة للتدوير.
ومع نهاية شهر جويلية المنقضي، انطلقت أشغال الغلق التدريجي للمفرغة العمومية “ قارامان” في بلدية بوقرة تجسيدا للبرنامج الوطني لإزالة التلوث عن واد الحراش، فهذه المفرغة تقع في ارتفاق هذا الواد أو بالأحرى في حوضه رفقة مفرغة أخرى في بلدية الأربعاء بواد جمعة، والتي ستنطلق أشغال غلقها في غضون الأسابيع القليلة القادمة.
وتيرة متسارعة لأشغال تهيئة مفرغة بوقرة..
في هذا الصدد، علمنا بأن عملية التهيئة في مفرغة بوقرة في وضعية متقدمة ويتبعها لاحقا استخراج “البيوغاز” واسترجاع عصارة النفايات بإنشاء حوض لها مع إعادة تأهيل المكان وتحويله إلى مساحة خضراء بغرس الأشجار، وتم تحديد مدة الإنجاز بـ9 أشهر، ما يعني أن المرحلة الأولى من عملية الغلق ستنتهي في السداسي الأول لسنة 2026.
كما أفاد مسؤول قطاع البيئة في البليدة، بأن الشركة المكلفة بالغلق التدريجي لمفرغة “ قارامان” ستنجز خندقا مؤقتا وفق المعايير البيئية والتقنية المعمول بهما بغرض إستقبال النفايات في تلك الجهة كمرحلة انتقالية، إلى غاية تشييد مركبين كبيرين مختصين في التدوير ومعالجة النفايات في بلديتي واد جر ومفتاح، حيث سيتم على مستواهما لأول مرة العمل بتنقية “ البيوميكانيزم” لرسكلة النفايات العضوية، وستنتهي الدراسة لهاتين المشروعين الهامين في شهر سبتمبر المقبل استنادا إلى ذات المصدر.
من شأن هذه المشاريع التي تطرقنا إليها أن تٌزيل التلوث بكل أنواعه في ولاية البليدة، وتسمح بانتقال سلس من التسيير التقليدي للنفايات الذي يعتمد على الحرق والردم، إلى التسيير المدمج الذي يجعل من النفايات مادة أولية بل ثروة حقيقية تظهر بعمليات التثمين ضمن ما يٌسمى بالاقتصاد الدائري.
وبعد الإنتهاء من تهيئة مركز الردم التقني بالصومعة وغلقه خلال السداسي الأول لسنة 2026، يمكن تُحويل نفايات الجهة الشرقية للولاية إلى مركز الردم في واد العلايق الذي شهد السنة الماضية توسعة له، أو الخندق الجديد الذي يٌنجز في مركز الردم بعين الرمانة- أوضح السيد تشاشي.