الخبـير الاقتصادي محســن بـن الحبيـب لـ”الشعــب”:

من الاكتفاء المحلي إلى رهانات الابتكار.. مكاسب بالجملة

إيمان كافي

ديناميكيــة جديــدة بفضــل المـؤسسات الناشئـة

تشهد الصناعة الكهرومنزلية في الجزائر خلال السنوات الأخيرة تحولا نوعيا لافتا، جعلها تنتقل من قطاع يعتمد بدرجة كبيرة على الاستيراد إلى صناعة محلية قادرة على تلبية معظم احتياجات السوق الوطنية ومن خانة التبعية للاستيراد إلى فضاء الإنتاج المحلي والتوجه نحو التصدير، كما أكد الخبير الاقتصادي محسن بن الحبيب.

وذكر البروفيسور محسن بن الحبيب مدير الحاضنة الجامعية بورقلة أنه وفقا لبيانات وزارة الصناعة لعام 2024، أصبح الإنتاج المحلي في مجال الصناعة الكهرومنزلية يغطي ما يقرب من 83% من الطلب الوطني، وهو ما يعكس انتقال هذه الصناعة إلى مرحلة جديدة تقوم على الاكتفاء الذاتي النسبي، وتهيئتها للانفتاح على الأسواق الخارجية.
وأبرز المتحدث أن القطاع يضمّ حاليا أكثر من 150 مؤسسة صناعية، تتوزع بين شركات كبرى ومؤسسات صغيرة ومتوسطة، ساهمت في تنويع العرض المحلي من الأجهزة والمنتجات.
واعتبر أن هذا التنوع أتاح بيئة تنافسية انعكست إيجابيا على المستهلك، من حيث وفرة الخيارات وتنوعها وتحسن مستويات الجودة، إلى جانب انخفاض نسبي في الأسعار، ما عزز من القدرة الشرائية للأسر الجزائرية وسهّل اقتناء مختلف الأجهزة الكهرومنزلية.
وأكد في هذا الصدد بأن هذا الزخم الإنتاجي قد خلق بيئة خصبة لاندماج المؤسسات الناشئة التي بدأت تلعب دورا مكملا في دفع القطاع نحو الابتكار، فقد برزت مبادرات في مجالات متعددة، مثل تطوير تطبيقات للصيانة الذكية للأجهزة وربطها بالإنترنت لمراقبة الأعطال وتسهيل خدمات ما بعد البيع.
 إلى جانب ابتكار حلول لترشيد استهلاك الطاقة تواكب التوجهات العالمية نحو الكفاءة والاستدامة، كما ظهرت مشاريع تهدف إلى إنتاج مكونات محلية تدخل في سلاسل التوريد، فضلا عن خدمات لوجستية وتسويق رقمي تعزز وصول المنتجات الوطنية إلى المستهلكين.
الجامعات كحاضنة للابتكار
وفي هذا الإطار، اتجه بالحديث عن بروز دور الحاضنات الجامعية التي وفرت حسبما أشار إليه فضاءات للابتكار، وبرامج للتوجيه والدعم التقني والمهني، فلم تعد الجامعة الجزائرية مجرد فضاء للتكوين الأكاديمي، بل تحولت إلى شريك اقتصادي من خلال الحاضنات الجامعية، ما أتاح للمؤسسات الناشئة فرصا أكبر للتكامل مع الفاعلين الصناعيين.
وفضلا عن الأبعاد الاقتصادية، اعتبر الخبير الاقتصادي بن الحبيب أن البعد الاجتماعي أصبح واضحا في هذا النمو أيضا، فقد لعبت الصناعة الكهرومنزلية دورا اجتماعيا بارزا وساهمت في تمكين القطاع من توفير مئات مناصب العمل المباشرة وغير المباشرة في مجالات الإنتاج، الخدمات اللوجستية، التسويق وخدمات ما بعد البيع وهو ما يجعلها رافعة مزدوجة، تحرّك عجلة الاقتصاد وتساهم في تقليص البطالة وبذلك لم تعد الصناعة الكهرومنزلية مجرد نشاط إنتاجي، بل غدت رافعة اقتصادية واجتماعية تسهم في تحفيز التنمية المحلية.
غير أن تعزيز موقعها المستقبلي يتطلب الاستثمار المستمر في البحث والتطوير، رفع معايير الجودة، وتوسيع الشراكات مع المؤسسات الناشئة بما يسرع التحول نحو صناعة قائمة على الابتكار والتصدير، فالانتقال من الاكتفاء الذاتي إلى صناعة قائمة على الابتكار والتصدير هو التحدي الأكبر الذي ينتظر هذا القطاع الواعد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19887

العدد 19887

الأحد 28 سبتمبر 2025
العدد 19886

العدد 19886

السبت 27 سبتمبر 2025
العدد 19885

العدد 19885

الخميس 25 سبتمبر 2025
العدد 19884

العدد 19884

الأربعاء 24 سبتمبر 2025