بهدف دعم التّنوّع اللّغوي وإحياء الحوار مع الفنون الأخرى

هكذا أقرّت اليونسكو الاحتفال باليوم العالمي للشّعر

أسامة إفراح

«الشّعر نافذة تطل على تنوّع البشرية الذي يأسر القلوب ويخلب الألباب»..بهذه العبارة تصف إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، الشعر، الذي تحتفل المنظمة الدولية بيومه العالمي في أول أيام الربيع في نصف الكرة الأرضية الشمالي، الـ 21 مارس من كل سنة..يوم عالمي تمّ اعتماده في أثناء الدورة الثلاثين لليونسكو المنعقدة في نوفمبر 1999 بباريس، كما يتوازى الاحتفال بهذا اليوم مع اليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري.

تقرّ منظمة الأمم المتحدة، حسب موقعها الرسمي، بما للشعر من «أثر كبير في تعزيز إنسانيتنا المشتركة بجزمه أن جميع الأفراد، في كافة أرجاء العالم، يتشاطرون ذات التساؤلات والمشاعر..كما أثبت الشعر الذي يعد حجر الأساس في الحفاظ على الهوية والتقاليد الثقافية الشفهية، على مر العصور، قدرته الفائقة على التواصل الأكثر عمقاً للثقافات المتنوعة».
وتعتبر الأمم المتحدة، وفقا لمقرر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو»، أن الهدف الرئيسي من الاحتفال باليوم العالمي للشعر هو «دعم التنوع اللغوي من خلال التعبير الشعري، ولإتاحة الفرصة للغات المهددة بالاندثار بأن يُستمع لها في مجتمعاتها المحلية. وعلاوة على ذلك، فإن الغرض من هذا اليوم هو دعم الشعر، والعودة إلى التقاليد الشفوية للأمسيات الشعرية، وتعزيز تدريس الشعر، وإحياء الحوار بين الشعر والفنون الأخرى مثل المسرح والرقص والموسيقى والرسم وغيرها، كما أن الهدف منه أيضا هو دعم دور النشر الصغيرة ورسم صورة جذابة للشعر في وسائل الإعلام بحيث لا ينظر إلى الشعر بعد ذلك كونه شكلا قديما من أشكال الفن».
كما نجد في نص مقرر اليونسكو أن هذا اليوم العالمي من شأنه تشجيع «إقامة الحوار من جديد بين الشعر وغيره من الفنون مثل المسرح والرقص والموسيقى والرسم وغيرها، وبين موضوعات الساعة كثقافة السلام واللاعنف والتسامح». وتؤكد اليونسكو على «الربط بين كافة أنواع الفنون، وبينها وبين الفلسفة التي تقترب هي الأخرى جدا من الفن، لتسليط الضوء من جديد على عبارات ديلاكروا الذي قال في يومياته: لا يوجد فن بلا شعر».
وقد جاء هذا الإعلان بعد قيام اليونسكو باستقصاء دولي شمل 50 منظمة وطنية ودولية وإقليمية متخصصة في مجال الشعر، من أجل استطلاع رأي الشعراء باختلاف الثقافة والجغرافيا عن طريقة إعلان يوم عالمي للشعر. وخلصت العملية إلى اقتراحات ثلاثة: إعلان يوم عالمي محدد للشعر في تاريخ ثابت سنوي، والاحتفال باليوم العالمي للشعر في تواريخ متطابقة مع تاريخ اليوم الوطني للشعر المعتمد في كل دولة، وتنظيم مناسبة عالمية للاحتفاء بالشعر كل سنة في دولة مختلفة من الدول الأعضاء. وتشجّع اليونسكو الدول الأعضاء على القيام بدور نشط في الاحتفال باليوم العالمي للشعر، «سواء على المستويين المحلي والقطري، وبالمشاركة الإيجابية للجان الوطنية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات المعنية الخاصة منها والعامة مثل: المدارس والبلديات والمجمعات الشعرية، والمتاحف والرابطات الثقافية، ودور النشر، والسلطات المحلية وغيرها».
كما تركّز المنظمة الدولية على دور الإعلام والصورة التي يعكسها عن الشعر، حيث أوصى الإعلان بضرورة رسم صورة جذابة للشعر في وسائل الإعلام بحيث لا ينظر إلى الشعر بعد ذلك كونه شكلا قديما من أشكال الفن.
وتشاء الأقدار أن يصادف اليوم العالمي للشعر الاحتفال بيوم عالمي آخر للقضاء على التمييز العنصري..وكما افتتحنا هذا المقال بمقولة لإيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو، نختتمه بما قالته بوكوفا في رسالتها عن الميز العنصري، حينما اعتبرت أنه «لا يوجد، في عالم متنوع، أي سبيل آخر غير التفاهم واحترام الآخر. أمّا بناء الأسوار والجدران الرامية إلى عزل الآخرين، فكثيراً ما يؤدي إلى انعزال من يقومون ببنائها وانطوائهم على أنفسهم. إنّ تنوعنا مصدر قوة، فلنتعلم كيف نستمد منه وسائل الابتكار الإبداع والسلام. وكلما زاد احترامنا للآخرين زاد احترامنا لأنفسنا».

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024