في وسط زحمة الحياة، وتسابق خطانا نحو المستقبل، قد نغفل عن أبطال حقيقيين يعملون بصمت، لكنهم يحملون على عاتقهم مسؤولية كبيرة، إنهم عمال النظافة الذين يعملون ليل نهار من أجل الحفاظ على البيئة والصحة العامة، يقومون بتنظيف الشوارع والأماكن العامة وجمع النفايات، ممّا يسهم في منع انتشار الأوساخ والأمراض ويسعون دائما للحفاظ على المظهر الجمالي للمدينة.
لا تزال هناك نظرة دونية تجاه هذه المهنة لدى فئة من المجتمع، الذين ينظرون إلى عامل النظافة نظرة متناقضة تجمع بين الاستخفاف من جهة ونظرة تعاطف وشفقة من جهة أخرى، حيث يعتبرونه عاملا بسيطا يفتقد إلى الكفاءة والذكاء وسوء التأهيل.
وفي هذا الصدد، من المهم جدا التأكيد على أن عمال النظافة يؤدون دورا محوريا في المجتمع، ويقومون بعمل حيوي، لذلك يجب رد الاعتبار وتقدير جهودهم التي لا تقدر بثمن في الحفاظ على نظافة البيئة، وينبغي تكريمهم واحترامهم، ويجب إعادة النظر في كيفية معاملتهم والعمل على تحسين ظروف عملهم وضمان حصولهم على الأجور العادلة والاعتراف بأهمية مهنتهم.
تقربنا من عمي ناصر البالغ من العمر 52 سنة، عامل نظافة بمؤسسة عمومية اقتصادية أب لطفلين فقد مؤخرا ابنته البالغة من العمر 12 سنة بسبب فيروس في الدم والطفل الثاني مصاب بمتلازمة داون ويعاني من مشاكل صحية واجتماعية.
ويقول في هذا الصدد، إن عمال النظافة هم بمثابة حراس الصحة العامة والجمال البيئي، وأن مساهمتهم تستحق كلّ التقدير والاحترام على ما يبذلونه من مجهودات جبارة في سبيل نظافة المحيط وسلامة المواطنين.
وطالب عمي ناصر بضرورة احترام عامل النظافة وتقدير العمل الذي يقوم به من أجل بيئة نظيفة، ناهيك عن زيادة الاهتمام بهذه الشريحة الهامة في المجتمع في مختلف المؤسسات التي تنتمي إليها وتسهيل مهامها.
وفي سياق متصل، تعمل مختلف الهيئات والمؤسسات المعنية على تكثيف عمليات التحسيس وتوعية المواطنين حتى يساهموا في تسهيل مهام عمال النظافة من أجل نتائج أفضل، حيث بدونهم يعم التلوث في كل مكان وتنتشر الأمراض، لذلك يجب التعامل مع عامل النظافة بطريقة حسنة ومساعدته على أداء واجبه على أكمل وجه والثناء على عمله.