مشاريع كبرى للبنى التحتية بولايات الجنوب

سواعد جـزائـرية تـؤسّـس لـلإقلاع الاقتــصــادي

علـي عويـش

الـكفـاءة.. حـجر الـزاويـة في تحـقـيق الـرؤيـة الاقـتصـاديـة

لعبت اليد العاملة الجزائرية دوراً مهماً في إنجاز وتشييد البنى التحتية ببلادنا، حيث يواصل العمال الجزائريون شق طريق الريادة والتفوّق والكفاءة المهنية، رافعين التحدّي من أجل إرساء دعائم لتنمية اقتصادية واجتماعية شاملة، ومساهمين في صياغة مستقبل الجزائر بالعمل وقوة الإرادة.

وقد شكّلت كفاءة العامل الجزائري إحدى العوامل الحاسمة في تحقيق الرؤية الاقتصادية التي جاء بها الرئيس تبون، وقيمة مضافة في إنجاز العديد من المشاريع الإستراتيجية الكبرى، غير أن ما يُضفي طابعاً استراتيجياً على هذه المشاريع زيادةً على حجمها ومردوديتها الاقتصادية، هي مساهمات العمال الجزائريين في إنجازها، من مرحلة التخطيط والدراسة، إلى التسيير والإشراف، مروراً بمراحل الإنجاز المختلفة التي تتم بسواعد وطاقات وطنية صرفة، على غرار صوامع تخزين الحبوب، الخط المنجمي الغربي، المشاريع الفلاحية الهائلة والطريق الوطني رقم 06 العابر للصحراء بين رقان وبرج باجي مختار.
تتّجه الجزائر المنتصرة بقيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، نحو مقاربة تنموية جديدة تعتمد على تثمين الكفاءات الوطنية واستثمارها في خدمة المشاريع الكبرى، ولعلّ هذا التوجّه بات ظاهراً للعيان، من خلال ما تشهده بلادنا من خطى متسارعة نحو تجسيد المزيد من المشاريع المهيكلة بكفاءات وطنية، وشركات عمومية باتت قادرة اليوم على إنجاز مشاريع ضخمة بإمكانات بشرية ولوجيستية محلية، فلقد كان للعمال الجزائريين الأثر البالغ في إنجاز المشاريع الكبرى، كونهم عنصر محوري في تحقيق رؤية الرئيس تبون الذي أطلق سلسلة من المشاريع الاقتصادية والتنموية الطموحة.
التوجّه الاقتصادي الذي جاء به الرئيس تبون، والإقلاع الاقتصادي الذي انطلق بالفعل منذ بداية العهدة الرئاسية الثانية، أفضى إلى إشراك العديد من المؤسسات الوطنية في إنجاز مشاريع ضخمة، وانتشال العديد من الكفاءات الوطنية من شبح البطالة الإجبارية التي كانت تعيشها، خاصةً بولايات الجنوب والجنوب الكبير التي أخذت حصة الأسد من هذه المشاريع.
 وهي ذات المشاريع التي أظهر فيها العمال الجزائريون التزاماً عالياً وكفاءة منقطعة النظير في تنفيذ المهام الموكلة إليهم، ليثبتوا مرة أخرى بأنهم العمود الفقري لبناء الجزائر المنتصرة، كما كانوا بالأمس في جزائر البناء والتشييد، وبأنهم القاعدة الصلبة التي تُبنى عليها طموحات الدولة.
 فسواء تعلّق الأمر بالخط المنجمي الغربي، أو شبكة الطرقات العملاقة أو المشاريع المنجمية الضخمة، أو محطات تحلية مياه البحر، أثبت العمال الجزائريون علوّ كعبهم، يواصلون العطاء والتفاني في تجسيد أضخم المشاريع في جنوبنا الكبير رغم الظروف المناخية القاسية، من أجل الدفع بالاقتصاد الوطني وتحقيق تنمية شاملة ومتوازنة.
باتت ولايات الجنوب والجنوب الكبير مسرحاً لإنجاز العديد من المشاريع الكبرى التي ستفتح آفاقاً واعدة بكفاءات وطنية، ومن جملة هذه المشاريع التي تُنجز بسواعد جزائرية، مشروع منجم غار الجبيلات الأكبر من نوعه في إفريقيا نظراً لحجم احتياطاته من الحديد الخام.
هذا المشروع الضخم، يُشكّل حلقة وصل تنموية مع مشروع الخط المنجمي الغربي الذي سيربط غار الجبيلات بولاية بشار عبر 950 كلم من السكك الحديدية وصولاً إلى ميناء وهران، وهو مشروع ضخم هو الآخر أوكلت مهمة إنجاز أجزاء كبيرة منه لتجمّع شركات وطنية، ما يفتح آفاقاً واعدة لخلق قاعدة صلبة للانطلاق في إنجاز مشاريع مماثلة في مناطق أخرى مستقبلاً.
العمال الجزائريون..في الصفوف الأولى
وشهدت عاصمة الساورة، قبل أيام، زيارة تاريخية قادت رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون إلى ولاية بشار، وهي الزيارة التي جاءت لتؤكّد على الأهمية الإستراتيجية التي توليها الدولة للجنوب ومشاريعه التنموية الكبرى.
كما شكّلت الزيارة فرصة لإطلاق العنان للعديد من المشاريع الضخمة بالولاية، والتي سيمتد أثرها التنموي لكل ولايات الجنوب الغربي، وهي مشاريع ستُنجز بكفاءات وطنية محضة.
 وهي ذات الكفاءات التي أشرفت على إنجاز خط السكة الحديدية الرابط بين بشار والعبادلة وتسليمه في آجاله المحددة، وإنجاز أول كلية للطب بالجنوب الغربي، كما ستعمل على إنجاز أكبر ملعب بالجنوب بطاقة إستيعابية تتسع لـ 25 ألف متفرّج.
جملة المشاريع التنموية التي تشهدها ولايات الجنوب والجنوب الكبير، تحمل في طياتها رسائل قوية تعكس إرادة الدولة في تحقيق التوازن التنموي بين الشمال والجنوب، كما تُبرز الدور الكبير الذي يلعبه العمال الجزائريون في تجسيد المشاريع الكبرى، فما تحقّق على أرض الواقع من مشاريع عملاقة، سواء بولاية بشار أو في باقي ولايات الوطن، في زمن قياسي، لم يكن ليتحقّق لولا عزيمة وإرادة وإصرار وكفاءة العمال الجزائريين.
 فأولئك الرجال والنساء، كانوا الجنود المجهولين وراء نجاح رؤية الجزائر المنتصرة التي تقف على أعتاب إقلاع اقتصادي واعد، كما إقحام الكفاءات الوطنية في مراحل إنجاز هذه المشاريع سواء في التخطيط، الدراسات الجيولوجية، البناء أو التسيير التقني والإداري، يعدُ مؤشراً يُنبئ بوجود تحوّل نوعي في طريقة التعامل مع الكفاءات الوطنية التي أصبحت شريكاً أساسياً في التنمية، لا مجرّد أدوات تنفيذ.
لطالما حظي العمال الجزائريون العاملون على إنجاز المشاريع الكبرى بالجنوب والجنوب الكبير باهتمام بالغ من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، حيث يُعدُّ هذا الاهتمام خِيارا استراتيجيا تراهن عليه السلطات العليا لبناء اقتصاد وطني قوي ومستدام، وما غار الجبيلات والخط المنجمي الغربي إلا عينة من تجسيد هذه الرؤية التي يلتقي فيها الاستثمار في الثروة الوطنية مع الاستثمار في العامل البشري.
هذه المقاربة التي تدخل في صلب الإقلاع الاقتصادي الذي نظّر له ووضع أسسه الرئيس تبون، تضع الكفاءات الوطنية في دائرة الضوء وفي قلب التحوّلات الاقتصادية التي تعيشها بلادنا، كما أنها تمثّل مرحلة هامة تشهد تحولاً نوعياً في طريقة تسيير المشاريع الكبرى، تجعل من الكفاءات الوطنية قادرة على ضمان استمراريتها، تطويرها وإنجاز مشاريع مماثلة لها في باقي مناطق الوطن.
إن زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى ولاية بشار، وقبلها إلى ولاية تندوف، حوّلت المشاريع الوطنية الكبرى التي تُنجز بولايات الجنوب من مجرّد ورشات إلى محطات لصقل وتطوير الكفاءات الوطنية ترفع من القدرة التنافسية لليد العاملة الجزائرية في سوق الشُغب العالمية، وتُمهّد الطريق لخلق كفاءات وطنية جديدة مستقبلاً تلعب دوراً محورياً في دعم وتجسيد الرؤية الاقتصادية التي جاء بها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19761

العدد 19761

الأربعاء 30 أفريل 2025
العدد 19760

العدد 19760

الثلاثاء 29 أفريل 2025
العدد 19759

العدد 19759

الإثنين 28 أفريل 2025
العدد 19758

العدد 19758

الأحد 27 أفريل 2025