الإعلام المتخصّص في شؤون الطاقة

نافذة للمتعاملين لمواكبة السّوق باحترافية

فضيلة بودريش

يحظى الإعلام الاقتصادي بحيز واسع من الاهتمام والرواج، ويتّسم في الكثير من الأحيان بالدقة والخصوصية من خلال لغة الأرقام وطابع المؤشرات التي تتصدّر واجهة الحياة الاقتصادية، فصار لا يمكن الاستغناء عن هذا التخصص في المشهد الإعلامي، بل فرض اكتساحه وسيطر على حصة معتبرة من الدوريات والمجلات والحصص والملاحق في الإعلام المكتوب ولاسيما في السمعي البصري. كلّها تقدّم صورة عن واقع الحركية الاقتصادية وتفتح النقاش حول الملفات الراهنة، على اعتبار أنّ المتلقّي يتطلّع دوما للوقوف على تجلية المعلومة واستقبال أكبر قدر منها، لذا صار للطاقة مجلات وللسياحة قنوات، وللأعمال والاستثمار كذلك صوت إعلامي، يسوق رسائل اقتصادية ويستعرض القدرات ويسطّر الرّهانات. 
   
يحتلّ الإعلام الاقتصادي كما هو جليّ مكانة مهمّة في قلب شريط الأحداث والأخبار اليومية، ولم تعد القطاعات الإستراتيجية وحدها تخصّص مجلات أو قنوات، بل يحرص الإعلام الاقتصادي اليوم على ملاحقة جميع المعلومات سواء كانت كبيرة أو صغيرة، ويمكن أن تعكف دورية على تناول كل ما يحدث في عالم الاستثمار والآلة الإنتاجية، ومجلات أخرى تهتم بقطاع تكنولوجيات الإعلام والاتصال ودوريات بالسيارات وما إلى غير ذلك.
المهم في كل ذلك أنّ البحث عن مصدر للمعلومة الاقتصادية متوفّر واستقائها لن يكون صعبا، وما على هذا الإعلام الاقتصادي سوى التعمق في تقديم الأخبار، وتزويد القارئ والمتلقّي تشريحا وافيا لواقع الحياة الاقتصادية، وعدم الاكتفاء بالتّسويق لصورة معيّنة بشكل انفرادي.              
«أويل..غاز..بيزنس” منبر للمعلومة والنّقاش
ويتّضح أنّ المجلات الاقتصادية في الجزائر تولي عناية لهذا القطاع الذي يعوّل عليه في خلق الثروة وتحقيق الرفاهية، فنجد للعديد من القطاعات مجلات حتى الصغيرة منها، ويمكن في البداية بما أن الجزائر بلد نفطي ولديه ثروات معتبرة في المحروقات والغاز أن ننطلق مع مجلة الطاقة الموسومة “أويل..غاز..بيزنس”، والتي تصدر في حلّة أنيقة جذابة من حيث الشكل، وإن كانت تصدر باللغة الفرنسية، إلاّ أنّها تخصّص عدة صفحات لقرائها باللغة الإنجليزية، ومن حيث المضمون ثرية بملفاتها وحواراتها مع عدة مسؤولين في مجال الطاقة، وتنقل النقاشات الواسعة على غرار ملف الغاز الصخري وما آثاره الخبير الأمريكي “توماس مورفي” من مقترحات بخصوص الغاز الصّخري، ملحّا على توخي الشفافية وتبني الحوار في هذا الملف المتعلق باستغلال الطاقة البديلة غير التقليدية خلال زيارته للجزائر.
وتبرز أهمية الإعلام المتخصّص في الطّاقة، من حيث أنه يمكن معالجة عدة مسائل على غرار ملف الغاز الصخري، بل يتحمّل هذا الإعلام جزء من مسؤولية فتح النقاش بموضوعية ودون انحياز. واختار آخر عدد لمجلة “أويل..غاز..بيزنس” حواره مع الرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز، نور الدين بوطرفة، ليتصدّر غلاف الصفحة الأولى حيث شدّد هذا المسؤول على رأس أحد أكبر المؤسسات الطاقوية في الجزائر، على ضرورة إرساء نسيج صناعي حقيقي في الظرف الحالي، واستعرض واقع وآفاق قطاعه عبر 10 صفحات كاملة مستحوذا على مساحة معتبرة من المجلة. ومن جهته، طاقم المجلة خصّص موضوعا، نقل فيه تصريحات الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، نذكر منها إعلانه على الحرص القائم للعمل على تطوير الشراكة الدولية، وتمّ تقديم للقارئ لقاءين، الأول مع المديرة التنفيذية لمديرية التنسيق للمجمع التقني لسوناطراك فاطمة الزهراء تلنتيكيت، التي تحدّثت عن القوة والالتزام، في حين اللقاء

الثاني مع زبيدة بن موفوق مديرة دائرة التكرير لمجمع سوناطراك، وقفت فيه على جهود تطوير قدرات التكرير في المجمع الاستراتيجي (سوناطراك). وجاء الاهتمام بصيانة التجهيزات الصناعية والتحكم في التكنولوجيا، في قطاع الطاقة بشكل واضح بعد أن سلط الضوء عليه من خلال ربورتاج موسع.
وأثار عدد المجلة الأخير سلسلة من مواضيع الساعة، نذكر منها المحروقات التقليدية وغير التقليدية التحديات المصيرية، إلى جانب التحول الطاقوي مسار يفرض نفسه على أرض الواقع. يذكر أن مجلة الطاقة التي يمكن القول أنّها تتصدّر المشهد الإعلامي الاقتصادي، ينتظر منها أن تثري النقاش في المواضيع الجوهرية وتقدّم المعلومة الدقيقة التي تسمح للمؤسسات والمتعاملين لاتخاذ القرارات الصّائبة، وتفنّد الشّكوك وتمنع رواج الإشاعة.
وما تجدر إليه الإشارة، فإنّ غلاف الصّفحة الأخيرة للمجلة يستعرض صورا لنشاطات مجمّع سوناطراك كمؤسّسة مواطنة، تدعّم النّشاطات الرّياضية والثّقافية والفنية والخيرية.       
 “ليكو” تشخيص للقطاعات التي تخلق الثّروة
تنافس مجلة “ليكو” التي تصدر بدورها باللغة الفرنسية في سوق الإعلام الاقتصادي من خلال تشخيص واقع الاستثمار والتصدير والاستيراد، وتعكف على تشريح النشاط الاقتصادي من إنتاج وتجارة. وتتناول ذات المجلة في أبوابها الظرف الوطني من خلال نقل تصريحات وحوارات مع متعاملين جزائريين وأجانب، إلى جانب باب آخر وسم بالمؤسسة لتشريح واقع الآلة الإنتاجية والشراكة المتاحة. وتهتم ذات المجلة بكل قطاع من شأنه أن يخلق الثروة، وتخصّص له بابا على غرار الفلاحة، حيث تحدّثت عن التحسن في المداخيل والرهانات المستقبلية، إلى جانب نقل تصريح أحد المسؤولين بكون الجزائر تستورد ثلث احتياجاتها الغذائية. ولقطاع الطاقة حيّز معتبر، حيث يشخّص سوقها المتقلب، ويتم الحديث عن تطورات الشراكة الطاقوية، ويتناول الظرف الدولي عن تأثر اليابان بعدم التوازن المالي بعد تسجيل عجزه بنحو 9 مليار أورو.  
ويجذبك في المجلة تحقيق العدد الذي خصّص لتسيير الموانئ بالجزائر، واغتنمت الفرصة لإجراء حوار مع المدير العام لميناء الجزائر، وحوار مع وزير النقل عمار غول، الذي كشف عن الإرادة القائمة في تأطير الموانئ من خلال تبني سياسة وطنية شاملة.
إذا المجلة تنقل المعلومة وتحلّل الواقع التنموي للقطاعات التي من شأنها أن تخلق الثروة، كما أنّها تسلّط كثيرا الضوء على الاستثمار، وعلى الشّراكات التي ينتظر منها الكثير.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024