تحولات كبيرة في قطاع الإعلام بالجزائر

حكيم بوغرارة

تحتفل الجزائر غدا باليوم العالمي لحرية التعبير والصحافة في ظروف تميزها تحولات كبيرة على مختلف المجالات، وه وما سيزيد من مسؤولية ومتاعب السلطة الرابعة، التي تسعى لتكون في مستوى تطلعات المجتمع.
يتقاطع الجميع في أن الإعلام الجزائري قد نجح في الكثير من المجالات وأخفق في أخرى، ويعمل على تطوير نفسه في قطاعات أخرى، في ظل غياب جلسات تقييم حقيقية وهيئات يلتف حولها أصحاب مهنة المتاعب تنظم عملهم وتحل مشاكلهم، الأمر الذي أبان عن الكثير من الممارسات السلبية التي تحرمنا من تطوير القطاع.

يبقى غياب تنظيمات نقابية قوية في الميدان وراء تشتت عائلة الإعلام الجزائري ووقوعها تحت سيطرة لوبيات المساهمين.
يعاني الصحافيون من كثرة الضغوطات داخل قاعات التحرير وباتوا وسيلة في يد الكثير من المساهمين والمعلنين لتصفية الحسابات فيما بينهم دون أن يعي الصحفي بأن الحرية تبقى أهم شرط لممارسة مهنة الصحافة ومنه تحمل المسؤولية لأن المصداقية نكتسبها من خلال تقديم المعلومة في وقتها وكما هي وشعارنا الوفاء لتضحيات شهداء الواجب أكثر من 100 صحفي وعامل في مجال الإعلام في سنوات الإرهاب.
إن تبرير الوقوع في لعبة تصفية الحسابات أمر غير مبرر، فالصحفي بات يكتب مقالات لإرضاء بعض المحسوبين على الصحافة وخاصة من أربابها الذين لا تعنيهم سوى أموال الإشهار لزيادة ثرواتهم واقتسام الأرباح في نهاية السنة بملايين الدينارات والملايير، دون أن يحسنوا من الأوضاع الاجتماعية للصحافيين، وما يزيد من هموم الصحافيين ه والضغوطات الكبيرة في قاعات التحرير، حتى جعل الكثير من الزملاء يصابون بأمراض مزمنة ومنهم من فارق الحياة وه وفي رعيان شبابه.
وحدث في كبرى الصحف التي نصبت نفسها ناطقا رسميا باسم المجتمع والرأي العام أن هددت الصحافيين بالطرد لا لشيء سوى لأنهم طالبوا برفع الأجور وإنشاء تنظيم نقابي، سمعنا عن أمور يندى لها الجبين تجعل من الحديث عن حرية الصحافة والتعبير تحملان الكثير من علامات الاستفهام والتعجب.
إن تغيير التشريعات الإعلامية وإنشاء هيئات جديدة أمر مهم طالما أنها تحمل من المواد ما تجعل الفرد يتفاءل ولكن تعامل الكثير من المؤسسات الإعلامية باستعلاء عن التشريعات ه وأكبر إشكال، فإما أن تفعل المؤسسات الإعلامية ما تشاء أ وتنطلق حملات ضد الجميع شعارها التضييق على حرية التعبير والصحافة.
إن المتصفح لصفحات بعض الجرائد ومضامين القنوات التلفزيونية يطرح العديد من التساؤلات حول أسباب التركيز على كل ما ه وسلبي أ وتجاري حتى بات المجتمع سلبيا وعنيفا، ولا أحد يأبه أ ويطرح سؤالا عن مستقبل حرية التعبير والصحافة في بلادنا.
لقد ثارت عدة صحف بعد أن تقلص عنها الإشهار وحاولت حشد الرأي العام من أجل أن يبرر بعض المساهمين حروبهم الشرسة لكسب أكبر قدر ممكن من الريوع على حساب المبادئ والأخلاق وحتى السيادة الوطنية، في صورة تؤكد ضرورة عقد جلسات تقييمية للقطاع لتقريب وجهات النظر والتخلص من النظرة التجارية للمهنة ورد الاعتبار للصحافيين المطالبون بالحديث عن أنفسهم وواقعهم ومشاكلهم مثلما يفعلون عند الحديث عن قطاع التربية والعدالة وغيرها من المواضيع. 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024