أستاذ الأدب العربي محمد بن عجال:

انحراف المؤسسة الثقافية في نشر الخصوصيات الأصلية

بومرداس: ز ـ كمال

 الإبداع الإفتراضي هروبا من الرقابة وضوابط ولجنة القراءة

كشف الروائي وأستاذ الأدب العربي محمد بن عجال في وصفه للأدب الالكتروني، أنه مطية للكسلاء ولا يلجأ إليه إلا الفاشلون، معتبرا هذا النوع من الكتابة في عملية إبحار في الممنوعات، وكل ما يعرض لا يعبر بالفعل عن تلك الكتابات والإبداعات التي ألفها القراء، إنما مجرد نصوص ومقالات اتخذت من هذه الوسيلة التي هي عبارة عن مجال مفتوح بعيدا عن كل رقابة، طريقا للتمرد عن الذات والمجتمع ولجان القراءة..

كما ذهب رئيس المكتب الولائي لاتحاد الكتاب الجزائريين وصاحب رواية »يوميات رجل نبيل« في تصريح لـ »الشعب«، الى أبعد من ذلك في تحليله لإشكالية الكتابة الالكترونية ودورها في إثراء الحقل الأدبي الجزائري والرفع من نسبة المقروئية، أو عكس ذلك، حيث عبر قائلا: »أن البيئة العامة في الجزائر غير مهيأة لهذا النوع من الأدب، فلا بد من احترام المراحل الخاصة بتطور الكتابة الأدبية على شاكلة ما حدث في الدول الأوربية والعالم المتقدم، الذي انتقل بثبات من المرحلة الكلاسيكية العادية للأدب والكتاب إلى مرحلة ثانية خاصة بالعالم الافتراضي، بعد عملية تحضير للمجتمع بكل ما تتطلبه المرحلة من وسائل وإمكانيات«.
وقال ذات الكاتب لـ »الشعب« »على عكس ما نعيشه اليوم، حيث شوهت الكتابات الالكترونية غير المراقبة والبعيدة عن النقد، الحركة الثقافية والفكرية ببلادنا..«.
وعن أسباب هذا الخلل والهوة التي تفصل المرحلتين، انتقد الروائي محمد بن عجال وبشدة الواقع الثقافي بالجزائر وانحراف المراكز ودور الثقافة عن مهمتها الأساسية في نشر الثقافة الأصيلة، والبحث عن المواهب والمساعدة في كشفها وصقلها، »بعد أن هيمنت الثقافة والموسمية الاستهلاكية التي أنتجت جيلا هجينا معوقا فكريا وأدبيا لا يمكن أن تشده للحظة الكتابات التي تنشر والاصدارت الأدبية، قدر ما يتيه ويغرق في تقليد بعض الوجوه الموسيقية وما يعرف بنجوم الفن والرياضة، وهو ما يعكس الواقع الأدبي المتردي ودرجة التراجع الرهيب في نسبة المقروئية ببلادنا«، التي اعتبرها بمثابة الهواء المشع للجميع.
كما وجه محمد بن عجال عبر »الشعب« النقد للمنظومة التربوية التي لم تؤد، حسبه، دورها في تحبيب فعل القراءة لدى التلميذ..قائلا: »لو ربينا الأجيال على المقروئية ومؤانسة الكتاب لما وصلنا إلى هذه الحالة الميؤوسة، وحمل المشرفين على المؤسسات التربوية جزءا من هذه المسؤولية، مؤكدا بالقول: »نراهم يتفنون في شراء مختلف الأجهزة والوسائل، لكنهم عاجزون عن شراء أو توفير الكتاب وتحبيبه لدى التلميذ، على الرغم من أن الدولة لم تبخل في هذا المجال ووفرت كل الإمكانيات لذلك«، على حد قوله..
وعن مدى إسقاط هذا الوضع على ولاية بومرداس وهل هناك محاولات أدبية ونصوص تنشر على شبكة الانترنت، قال الروائي محمد بن عجال متحدثا لـ »الشعب« »أن معظم الكتابات والمحاولات الموجودة باللغة الفرنسية، في حين أن الكتابة باللغة العربية قليلة«، وكل ما يكتب بنظره بعيد كل البعد عن لغة الإبداع سواء كان ذلك نثرا أو شعرا، متسائلا في الأخير عن دور الهيئات والجمعيات الثقافية والفكرية في إصلاح الخلل، ومصير الفضاءات الفكرية والمكتبات التي تحولت إلى محلات لبيع »البيتزا« والمأكولات السريعة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024