مقاربة أخرى لتصحيح الخلل

الوجهة الداخلية عامل أساسي في المعادلة السياحية

فنيدس بن بلة

شرح  وزير السياحة محمد أمين السعيد واقع السياحة في الجزائر متوقفا عند الإنجازات والإخفاقات دون القبول بالقاعدة السلبية «كل على ما يرام».
وقال الوزير من منتدى «الشعب» أمس أن السياحة مسألة وطنية تتكاتف حولها الجهود القطاعية وتتكامل وتتقاسم الأدوار والوظيفة تجعل بحق الوجهة الجزائرية أولوية واستعجال.
وذكر الوزير الذي توقف مرارا عند المحطات الكبرى التي عرفها القطاع السياحي وما أنجز على مدار أكثر من خمسينية مجيبا بصدر رحب عن الاستفسارات والتساؤلات حول لماذا بطء الإقلاع السياحي في جزائر تمتلك مقومات تحسد عليها وتنوعا بيئيا سياحيا يُسيل اللعاب.
وتبين من النقاش أن الإقلاع السياحي بالجزائر لا يتأتي بقرارات عجالية ولا خيارات سريعة غايتها الوصول إلى الأهداف بأي طريقة، لكن عملية متأنية دقيقة الحسابات تبرمج الأشياء وتعطي لها حق قدرها من العناية والرعاية.
ومعنى هذا أن الإقلاع السياحي لا بد أن يأخذ في الاعتبار خصوصية الزمان والمكان، ويراعي طبيعة البيئة السياحية وتنوع التضاريس والمعالم والمواقع. وهي مسالة يذكر بها كل مختص ومتابع للشأن السياحي مؤكدا على طبيعة كل دولة وتمايزها دون السقوط الحر في التنافسية المفلسة.
ومعنى هذا أن الإقلاع السياحي يفرض رؤية بعيدة تروج لسياحة متعددة الأوجه لكن تصب في غاية واحدة هدف واحد: السياحة التنوع الصحراوية، الجبلية، الساحلية، وهي سياحة تعكس التنوع الجزائي الذي لم يستغل كما يجب، ولم يستفد منه ولم يؤخذ في الاعتبار لإعادة التوازن للمعادلة السياحية شغل الشاغل.
المهم في هذا الحراك الذي تقوده وزارة السياحة بتحد وسط محيط عدائي وحملات كثيرا ما تكسر ولا تبنى وأقلام ترى في مصادر الخارج أولوية وأكثر مصداقية في اعتقادها ،إن هناك إرادة سياسية في إعطاء مقاربة شاملة عن بطء الاقلاع السياحي وتأخر بلوغ الهدف. وتصب هذه الرؤية في تصحيح مفاهيم وعلاج اختلالات ترسخت وتكرست في الميدان. وتتمثل الرؤية في العمل قدر الممكن من أجل النهوض بالسياحة من خلال منح الاولوية للداخل في الترويج للمقصد الجزائري وما يشمله من عملية جرد وتقييم للمنشآت وتشجيع الاستثمار ومنح الإغراءات للجزائريين في التحرك والتجوال لمعرفة كنوز وطن ومعالم تروي حضارات مرت وتضاريس طبيعية تحتفظ بعذرية ونقاء وأسرار تحمل ألف حكاية وحكاية.
إنها مكونات حضارة وتاريخ وهوية  وطن  يحمل مشروعا للإقلاع السياحي اعتمادا على مدخرات ذاتية وموارد بشرية وافكار. وهي تشكل الواجهة السياحية في أبعد مداها وقلبها النابض.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024