كريم بلقاسم المحنّك العسكري والدبلوماسي

@ ولد كريم بلقاسم ــ عقيد وقائد المنطقة الثالثة منذ الفاتح نوفمبر ١٩٥٤ وأحد المتفاوضين على وقف إطلاق النار ــ يوم ١٤ ديسمبر ١٩٢٢ بذراع الميزان، اشتغل مبكرا في ورشات الشباب بالأغواط قبل أن يتجنّد في الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية، وتمّ تعيينه عريفا أولا في الفيلق الأول للقناصين الجزائريين يوم ٢٦ نوفمبر ١٩٤٤، ثم سرح في ٤ أكتوبر ١٩٤٥ وعاد إلى ذراع الميزان حيث شغل منصب كاتب مساعد بالبلدية.
@ التحق كريم بلقاسم بحزب الشعب الجزائري سنة ١٩٤٦
وبدأ في إقامة خلايا سرية في  ١٢ قرية بذراع الميزان،
وفي ١٩٤٧ حكم عليه باعتباره أحد الأعضاء الفاعلين في ناحية القبائل غيابيا بالاعدام بتهمة القتل والتحريض على التمرد والعصيان ضد فرنسا.
@ كان كريم بلقا سم قائد الولاية لحركة انتصار الحريات الديمقراطية للقبائل الكبرى ينادي بالكفاح المسلح، ونجح سنة ١٩٥٢ في حمل ما لا يقل عن ٥٠٠ عنصر على الالتحاق بالجبل من بينهم أوعمران عشية اندلاع الثورة الوطنية، والتقى يوم ٩ جوان ١٩٥٤ مع بن بولعيد بالجزائر العاصمة ثم ببوضياف وديدوش مراد.
@ وفي مؤتمر الصومام يوم ٢٠ أوت ١٩٥٦، أصبح كريم بلقاسم أحد الأعضاء الفاعلين في المجلس الوطني للثورة الجزائرية ولجنة التنسيق والتنفيذ ممّا جعله يستقر بالجزائر العاصمة، وبعد إلقاء القبض على بن مهيدي غادر العاصمة يوم ٥ مارس ١٩٥٧ مرفوقا بسعد دحلب، عبان رمضان وبن يوسف بن خدة أعضاء لجنة التنسيق
والتنفيذ ليتوجّوا بعدها إلى تونس في جوان ١٩٥٧.
@ بعد أن شغل منصب نائب الرئيس ووزير القوات المسلّحة في الحكومة المؤقتة الأولى للجمهورية الجزائرية يوم ١٩ سبتمبر ١٩٥٨، تمّ تعيينه على التوالي نائب رئيس المجلس ووزير الشؤون الخارجية في الحكومة المؤقتة الثانية للجمهورية الجزائرية، كما قاد الوفد الجزائري في مفاوضات إيفيان.
@ بعد استقلال الجزائر، غادر كريم بلقاسم الجزائر يوم ٤ أوت ١٩٦٧ وأنشأ مع أصدقائه ومنهم قائد جيش التحرير الوطني سليمان عميرات الحركة من أجل الدفاع عن الثورة الجزائرية (حزب غير معترف به). توفي يوم ١٨ أكتوبر ١٩٧٠ بفرانكفورت (ألمانيا)، ووري الفقيد التراب في مربّع المسلمين لمدينة فرانكفورت إلى غاية ٢٤ أكتوبر ١٩٨٤ حيث أعيد له الاعتبار ودفن بـ ''مربّع الشهداء'' بالعالية (الجزائر العاصمة).