فقدت الساحة الفنية الجزائرية والعالمية، أمس، الفنان رشيد طه الذي وافته المنية بمسكنه بباريس الفرنسية عن عمر يناهز 59 سنة، اثر تعرضه إلى سكتة قلبية خلال نومه.
ولد الراحل رشيد طه في الجزائر من مواليد سنة 1958، هاجر في عمر مبكرة، في نهاية ستينيات القرن الماضي إلى فرنسا واستقر بها، كاسبا قوته من عمله كنادل بالمطاعم أ وعامل بالمصانع، ثم ولإبراز موهبته في الموسيقى والغناء، أسس فرقة موسيقية، رفقة مجموعة من الأصدقاء وأطلق عليها اسم فرقة «بطاقة إقامة» (Carte de Séjour).
بدأت الفرقة نشاطها الفني بعزف الموسيقى الغربية والروك والراي في المقاهي والنوادي الصغيرة الفرنسية.
في سنة 1990 انتقل الراحل إلى العمل الفني المنفرد، وقد اشتهر بمزجه بين موسيقى وأغاني الروك الغربي والفن العربي، خاصة الراي، فكانت أغانيه تترجم حياة المهاجرين والمشاكل التي يواجهونها في الغربة كالفقر والعنصرية والتهميش، إلى جانب مشاكل الاختلاف في الانتماء الإيديولوجي، والعادات والتقاليد.
من أشهر ألبوماته الغنائية عنوان: « بارباس» Barbès، سنة 1991، و» أولي أولي «Olé، Olé في عام 1995، و»ديوان « Diwân سنة 1998، و» صنع في المدينة «Made in Medina الصادر عام 2000 والذي سجل في باريس ولندن ومراكش، الى جانب إعادته لأغنية «يا الرايح « للفنان الكبير الراحل دحمان الحراشي.
زاد من شهرته مشاركته الشاب خالد والشاب فُضيل في أغنية «عبد القادر»، كما اشتهر بأغنية « و»برة برة».
ميهوبي: أعطى من خلال أغانيه المتمّيزة صدى عالميا للجزائر
إثر هذا المصاب الجلل، تقدم وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، «بخالص تعازيه لعائلة الفقيد وإلى الجالية الجزائرية في الخارج، والأسرة الفنية والثقافية»، قائلا في بيان أصدره، أمس، إن «رشيد طه قد عرف بشخصيته القوية والعفوية، حيث ظل يعبر عنها وعن جذوره الجزائرية، بفضل أغانيه المتميزة التي أعطى من خلالها صدى للجزائر على المستوى العالمي، مضيفا في ذات السياق أن « رحيل رشيد طه في سن العطاء والتميز، يشكل خسارة كبيرة لعالم الفن والموسيقى المتسمة بروح الإبداع، ليس بالنسبة إلى الجزائر فحسب، ولكن لكل من أحبوه، واعترفوا له بالعبقرية الفنية».
