مسرحية «كاليدونيا» على ركح قسنطينة

تراجيديا في رحلة منفى .. وأحلام عودة لم تتحقق؟

قسنطينة / أحمد دبيلي

 أمام حضور مميز، قدم مسرح قسنطينة الجهوي « محمد الطاهر الفرقاني»، عشية أول أمس، عرضا لمسرحية «كاليدونيا»، وهوعمل فني جديد قام بإنتاجه مؤخرا مسرح قالمة الجهوي. يتقاسم أدوار هذه المسرحية التي كتب نصها الدكتور»جلال خشاب» وأخرجها للمسرح المخرج القدير « كريم بودشيش»، وعالجها دراميا « العمري كعوان»، 15 ممثلا ترجموا وعلى مدار أكثر من ساعة من الزمن، لوحات تراجيدية عاشتها شخصيات جزائرية مرحلة إلى المنفى منذ أكثر من قرن ونصف.

  عشية العرض، صرح المخرج «كريم بودشيش» لـ « الشعب» أن مأساة « كاليدونيا» تعتبر أول عمل يترجم على خشبة المسرح الجزائري وهويروي من خلال المعالجة الدرامية مأساة الجزائريين الذين رحلهم عنوة الاستعمار الفرنسي إلى جزيرة « كاليدونيا» حتى يضع حدا لكل المتمردين الذين يريدون الخروج عن طاعة المستوطن الجديد ..
يضيف المخرج بأن رحلة المنفيين على ظهر الباخرة التي أقلتهم إلى «كاليدونيا» والتي دامت ثمانية أشهر تقريبا تحولت إلى مأساة إنسانية، حيث قضى الموت على البعض وأصيب البعض الأخر بالجنون والأمراض المختلفة، غير أن القلة القليلة التي شاءت الأقدار أن تحط أقدامها على ارض غير أرضها قابلهم فيها الاستعمار بالأشغال الشاقة..
وحسب المخرج، فإن هذه المعالجة الدرامية تتمحور في مجملها حول شخصية « عبد الله» وهي شخصية مركزية يترجمها الممثل « العربي بهلول»، فهوالجزائري الذي قاوم الاستعمار لكن رحل عن أرضه بالقوة، الى أرض مجهولة بعد أن ترك زوجته» مريم» حاملا بطفله» خالد» الذي لم يره إلا في الأحلام فقط؟، لكن « عبد الله» وهويغادر أرضه لم يحمل معه سوى» غصن زيتون و» سبحة» تذكرانه بالوطن وديانته الإسلام؟ مع حلم لم يغادره حتى مماته وهوالعودة يوما ما إلى الجزائر.. ويضيف المخرج أن المسرحية تنقل المتفرج وعبر لوحات أخرى إلى الحياة الجديدة التي عاشها هؤلاء في المنفى حيث يلتقون على ارض « كاليدونيا» بنساء أوروبيات تم نفيهن هن الأخريات من فرنسا نحوهذه الجزيرة فتتم المصاهرة، فيتزوج « عبد الله» من «روز» التي ينجب منها أطفالا آخرين، أشقاء ابنه «خالد» الذي فصل البحر بينهم وبين بلدهم الأصلي بآلاف الأميال، وحلم عودة لم يتحقق حتى اليوم؟.
وعن أسلوب الإخراج، يقول المخرج « كريم بودشيش» أنه أسلوب معاصر يعتمد على لوحات تشكيل وأن الديكور هوإيحائي، وهذا انطلاقا من فكرة هذه الرحلة الشاقة عبر البحر والتي تعدت الثمانية أشهر وحدث فيها معاناة ومأساة إنسانية، وهوبذلك يصنف كعمل درامي تراجيدي بالدرجة الأولى.
 الجدير بالذكر، أن هذا العرض المسرحي  قوبل بتصفيقات الجمهور الحاضر الذي وقف في الأخير تحية للممثلين على الأداء المميز في هذا العمل الدرامي الجديد.   

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024