مرفوعا إلى روح الشاعر «لخضر بن خلوف»

المهرجان الوطني للشعر الملحون بمستغانم

مستغانم: عمارة -ع.

 

اختتمت، أمس الجمعة، فعاليات المهرجان الثقافي للشعر الملحون المهدى للشيخ سيدي لخضر بن خلوف، والذي شهد اقبالا كبيرا سواء من الجمهور أومن الاكاديميين والشعراء والمهتمين بالأدب الشعبي.


أوضح عبد القادر بن دعماش، رئيس المجلس الوطني للفنون والآداب ومحافظ المهرجان،  خلال كلمة الافتتاح ان الشعر الملحون هو ذاكرة الشعب الجزائري، موضحا أسس هذا النوع من الادب عند الشيخ المتصوف سيدي لخضر بن خلوف في القرن 16 ميلادي، واضاف المتحدث ان الجزائر تعتبر من الدول الرائدة والاولى التي امضت على الاتفاقية العالمية لليونيسكو لهذا النوع من الادب،  لما لها من مكانة ثقافية في المنظمات العالمية وحسب بن دعماش فإن الجزائر منذ سنة 2005-2006 اقامت 176 مهرجان ثقافي  يعرف بمكوناتها الثقافية ويكرس جدية الاتفاقيات التي امضت عليها، مضيفا ان الشعر الشعبي هو خزان ديني وسياسي وثقافي وتاريخي للاجيال المتعاقبة.
 ما ميّز الطبعة السادسة من المهرجان هو الجانب الاكاديمي للادب والشعر حيث أقيمت عدة محاضرات من طرف أساتذة جامعيين، الاستاذ عمر بلخوجة، الذي أثرى الجلسات بمداخلاته القيمة حيث اعترف انه استلهم بعض كتاباته في السبعينيات من شعراء الملحون امثال محمد بن طيبة والشيخ عبد القادر الخالدي والجيلالي عين تادلس و الشيخ حمادة ومحمد الغيليزاني والتقى بهم كلهم وحاورهم كصحفي واثرى رصيده الثقافي والتاريخي منهم ولا زال الاستاذ بلخوجة يلقبهم بـ «المشيخة» التي تنبع من عالم البدو، أين الصفاء والكلمة الرزينة والحكمة والقصبة والبندير، واضاف بلخوجة ان شعراء الملحون شاركوا في الثورة التحريرية سواء في تعبئة الشعب الجزائري ضد المستعمر أو من خلال ايصال صوت الثورة الى الخارج والى سكان البادية عن طريق الاسواق الشعبية.
أما حفيد سيدي لخضر بن خلوف الحاج بوفرمة فقد خاض في الجانب التاريخي لجده سيدي لخضر بن خلوف وكيف انه قاوم الاستعمار الاسباني كعسكري واستطاع الحفاظ على الهوية الاسلامية بالشعر الملحون رغم انه كان مطاردا وغير مستقر بتلمسان.
المهرجان شهد زيارات وتفقد لضريح سيدي لخضر بن خلوف، وقد كان لنا حديث خاطف مع احد اعمدة موسيقى الشعر الشعبي و صاحب اطول مدة زمنية في العزف على آلة القصبة تواتي قايس الذي امضى اكثر من 60 سنة في العزف عليها وعن سر تعلمها، قال السيد تواتي انه ورثها عن والده الذي كان «يقصب»، كما يقول اثناء اوقات الفراغ بالبادية، كما كان ضيفنا يستمع للمشايخ امثال حمادة والجيلالي عين تادلس عن طريق الاسطوانات القديمة، مما أكسبه مهارة في استعمال القصبة ومنها الى الاعراس والحفلات الى أن وصل به المقام الى المشاركة في المهرجانات وعن تعلم القصبة بالنسبة للاجيال الحالية، قال السيد تواتي، إنها تكاد ان تندثر بسبب عزوفهم عن تعلمها رغم انه تحتاج الى النفس الطويل واستعمال ذكي لاخراج الانفاس المتقطعة.
 
 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024
العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024