الشاعـــــر رفيـــــق جلــــول لـــــ «الشعب»

ديواني «ليــــــل منفلـــــت مــــــن جبــــــة الكــــــون» حاضــــر فـــــي سيــــلا 2018

حاورته : حبيبة غريب

 

 

يعتبر نفسه مبدعا عصاميا، يميل بالفطرة لكتابة الشعر، وبتركيز خاص على القصيدة النترية، دون استثناء الخوض في معترك الرواية. رفيق جلول ينظر إلى المشهد الثقافي الجزائري بنظرة تشاؤمية ويكشف من خلال هذا الحوار أنه يتأثر بكل فكر جميل وإبداع فلسفي.

« الشعب»: من هو رفيق جلول، وما هي قصتك مع الكتابة والإبداع؟
- رفيق جلول:  باختصار رفيق جلول هو كتلة مشاعر من الحب والكره والنسيان والتفكر، جاء لهذا العالم لا ليتمرد فيه بل عليه، رفيق هذا الشاب بروحه وقلبه ولحمه ودمه بكل هذه الجزئيات التي لا تهم الجميع وتهمه هو بنفسه تكونت  صارت ذاتا مبدعة، خلقت لكي أكون كاتبا، رغم أن كل الظروف التي عشتها تقول عكس ذلك، رفيق جلول جاء بكونه لا يختلف عن البشرية في شيء إلا في مسألة إيمانه بإبداعه.
- كيف كانت البداية ومن يؤثر فيك من الأسماء الأدبية الجزائرية والعربية والعالمية؟
- بداية كل شخص له من وما يؤثر فيه على حياته الإبداعية، فالمبدع شاعرا كان أو روائيا أو مسرحيا أو فنانا له ما يميل له ويتأثر به، أما عن نفسي كحالة طبيعية أنا أشعر بالانتماء إلى كل ما هو إبداعي وفلسفي، كل من يكتب بعمق الفكر وجمالية الإبداع أتأثر به، ولكن لا أقلده في شيء، الكتابة كأي فن تأثير متسلسل من الأعلى إلى الأسفل، طريق غير معبدة للوصول، مطبات، منحدرات، سقوط غير متوقع، الكتابة أثر وتأثير يشغل بال عقل المبدع، مع هذا أفضل أن أكون منفردا مع ذاتي، لا أتأثر بأحد ولا أريد أن أؤثر في أحد، ما يؤثر فينا فقط هو النص بعيدا عن الأسماء.
- ما رأيك في المشهد الثقافي في الجزائر؟
- المشهد الثقافي في الجزائر هو مجرد جعجعة أو دعيني أقول لك صوت طاحونة الهواء المتصدية التي يؤول حالها إلى التحطم في أي لحظة.
- حدثنا عن إصداراتك وبالأخص إصدارك الجديد؟
- أعتقد أن أمر الحديث عن اصدارات، أمر جد مبكر مع هذا يمكنني أن أقول أن لي مجموعة معتبرة من المنشورات بين الشعر والرواية، أنا نشأت شاعرا وعرفت كذلك في عدة ملتقيات وندوات، وشهد لي الكثير من الأصدقاء والأساتذة الكبير فيهم قبل الصغير عن تطور أدوات الكتابة الشعرية لديّ، لهذا تجدينني غزير الكتابة في هذا الجنس الأدبي، خصوصا أعتبر من رواد قصيدة النثر الشباب في الجزائر، حيث أجريت دراسات نقدية وبحوث جامعية في جزء من إصداراتي من مختلف الجامعات، وهذا ما أثمن عليه من مجهودات الأساتذة والطلبة في بحوثهم عن إصداراتي، أما عن كتابي الجديد «ليل منفلت من جبة كون» هو كتاب شعري كذلك وقد قدمه الدكتور محمد شوقي الزين أستاذ الفلسفة بجامعة تلمسان وقدم رؤيته في الكتاب ومجمل النصوص التي اخترتها بتدقيق، هذا الكتاب «ليل منفلت من جبة الكون» ستجدون فيه قسم من الشذرات وهي شذرات عميقة لها فلسفتها ورؤيتها، كما تجدون على خلفية الغلاف كلمة للصديق الشاعر والروائي رفيق طيبي الذي قرأ معظم أعمالي وكتب عنها نقديا في مختلف المجلات والجرائد وطنية وعربية منها، سيكون هذا الكتاب حاضرا في فعاليات صالون الكتاب الدولي سيلا 2018، عن منشورات دار الماهر للطباعة والنشر والتوزيع.
-  تشهد الجزائر في السنين الأخيرة زخما في التأليف والكتابة والإبداع في كل الأجناس، لكن يبقى الجديد مرهون الإشهار والتوزيع الجيدين للتعريف به وليوفى المبدع حقه أين الخلل وكيف يمكن تداركه؟
- للأسف إن أغلب ما ينشر في الجزائر لا يرقى إلى مستوى الذوق المطلوب لدى المتلقي، هذا إن صحّ قول وجود متلقي أصلا، الذي صار يقرأ فقط ما يخصه أو ما يختص فيه غالبا خلال دراسته في الجامعة، يعني خارج أسوار الجامعة لا توجد قراءة، وأيضا ليس هناك شبكة توزيع كبيرة لدى أغلب دور النشر والمكتبات العمومية والخصوصية.
ما يمكنني أن أراه كحل ربما مؤقتا هو يجب أن تعمل هذه المؤسسات الثقافية من دور نشر ومكتبات عمومية منها وخصوصية، عمل شبكات توزيع موسعة ومنها المشاركة في صالونات الكتاب الدولية خارج الجزائر.
- هل تخدم الملتقيات والمعارض الكتاب المبدع، وهل تتاح الفرصة للجميع في الظهور والمشاركة في المهرجانات والمواعيد الثقافية؟
- إذا كان المبدع تخدمه الملتقيات والمعارض فإنها تخدمه من باب لقاءاته مع كتاب من أجيال مختلفة، ناهيك بلقاء القراء من كل حدب وصوب، ولكن هل نستفيد ابداعيا أم لا؟ أنا بصراحة لا أرجح ذلك الإبداع الحقيقي يكون بالانعزال والقراءة والكتابة الكثيرة والتمزيق ومراجعة النصوص، اللقاءات تكون احتفاء بالإنتاج الجيد.
- ما رأيك في المسابقات الإلكترونية والنشر على الفضاء الأزرق؟
- بالنسبة للمسابقات التي تنتشر أيامنا هذه عبر وسائل التواصل الاجتماعي هي غير مجدية كما سبق وأن صرحت من قبل، بل هي زادت الطين بلة في ظهور مخربشين وطفيليين على الإبداع وهم يتفاخرون بشهادات وهمية مزورة في حين أن خربشاتهم ضعيفة حتى لا أظلم الإبداع وأسمي أقلامهم إبداعا، بالنسبة للنشر الإلكتروني أنا أحترم بعض المجلات الإلكترونية الجادة والتي لا تنشر إلا إبداعا راقيا وجميلا لأقلام جادة من مختلف الأجيال.
-  ما هي مشاريعك المستقبلية؟
- يسرني أن أعلن من هذا المنبر الجميل عن إصداري الشعري «ليل منفلت من جبة الكون» والطبعة الجزائرية لروايتي الثانية» حضرة الكولونيل «عن منشورات دار الماهر للطباعة والنشر والتوزيع والتي ستشارك بهما هذه الأخيرة في صالون الوطني للكتاب بغرفة الصناعات التقليدية بسكرة من 04 إلى 19 أكتوبر، وفي صالون سيلا للكتاب الدولي الطبعة الـ 23 والتي ستكون الصين ضيف شرف على الجزائر.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024