في يوم تناول دراسي «إشكالية المنهج في الدّراسات الأدبية واللّسانية»

أكاديميّـون يستذكـــرون فقيـــدة النّقـــد الأدبـــي سليمـــة عـــذاوري

أسامة - إ

تحت عنوان «إشكالية المنهج في الدراسات الأدبية واللسانية»، نظّم قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الحقوق ببودواو، التابعة لجامعة امحمد بوقرة ببومرداس، يوما دراسيا الأسبوع الماضي، بهدف مقاربة المنهج لدوره المحوري في البحث العلمي، وتحديد الاختلافات بين وجهات النظر في الدراسات التراثية والغربية. كما شهدت هذه السانحة تكريما لروح الأستاذة سليمة عذاوري، التي وافتها المنية شهر جويلية الماضي، وكان هذا اليوم الدراسي من اقتراحها وتصميمها.
تمثّل الهدف من هذا اليوم الدراسي في مقاربة المنهج باعتباره حلقة مهمة في مسار البحث العلمي والجامعي، من خلال بسط إشكالياته وتحديد الاختلافات بين وجهات النظر في الدراسات التراثية والغربية، والجمع بين الدراسات الأدبية واللسانية من خلال الاشتغال على الموضوع ذاته الذي يمس طريق البحث على حد سواء. وكذا محاولة إيجاد حلول مشتركة من حيث التعامل مع المنهج تجاه ما يقدم من درس علمي وبحث أكاديمي. وتركزت محاوره في «المنهج في الدراسات اللسانية»، «المنهج في الدراسات النقدية والأدبية»، «إشكالية المنهج والتراث»، و»إشكاليات المنهج في البحث الجامعي».
وعن هذا الحدث العلمي التكريمي، تقول الأستاذة كيّسة ميساء ملاح رئيسة اليوم الدراسي ورئيسة قسم اللغة العربية وآدابها إنه جاء مواصلة لجهود الأستاذة سليمة عذواري، فهي من اقترحت فكرته ومهّدت ديباجته وحددت محاوره، ولكن الموت كان أسبق إليها. وتضيف: «الأستاذة عذاوري التي كانت أستاذة المنهج بامتياز، رسمت معالمه ولقنت أبجدياته لطلبتها، وقد كانت مسألة المنهج دائما هاجسها وهمها العميق، كان اشتغالها الأساسي واهتمامها الدائم، وقد جاء هذا اليوم الدراسي لبنة أولى في طريق تأسيس حقيقي لأبجدياته في الوسط العلمي والأكاديمي».
شهدت الجلسات العلمية مشاركة أساتذة من مختلف جامعات الوطن عموما ومن جامعة بومرداس خصوصا، أما في الجلسة التكريمية التي خُصصت لتكريم وتخليد ذكرى الأستاذة عذاوري فقد عُرضت لشهادات في حق الأستاذة الراحلة من أساتذتها وزملائها وأصدقائها وطلبتها وعائلتها، ومن أهم هذه الشهادات كلمة الأديب واسيني الأعرج، الذي شاد فيها بمسار الأستاذة العلمي وجهودها النقدية، كما احتج على المجتمع الصغير والكبير، و»القيود الفظيعة» التي يفرضها هذا المجتمع على المرأة، خاصة إذا كانت هذه المرأة واعية بظروفها ورافضة لها في الوقت نفسه ولكنها لا تستطيع المقاومة، وكانت هذه حالة الأستاذة عذاوري.
كما قدّم الأستاذان بوزيدة عبد القادر وعبيد عبد الرزاق شهادتهما في حق الأستاذة التي كانت طالبة متميّزة في جامعة الجزائر المركزية. أما الأستاذ موسى طيار رئيس قسم اللغة العربية السابق فتحدث عن الفقيدة التي كانت من أوائل الأساتذة الذين توظفوا بهذا القسم ببودواو، وأرسوا قواعد صلبة للتدريس وكانت بصمتهم بارزة عند جميع الطلبة. هذا بالإضافة إلى شهادات أخرى قدمها أساتذة القسم وأساتذة من جامعات أخرى مثل الأستاذة لرول فضيلة من جامعة بومرداس التي قرأت بالأمازيغية رسالة مؤثرة مرفوعة إلى الفقيدة عنونتها «إلى صديقتي».
في النهاية تلت الأستاذة عائشة هديم التوصيات التي خلص إليها هذا اليوم، وتمثلت في ضرورة تنظيم يوم دراسي ثان حول إشكالية المنهج في الدراسات الأدبية واللسانية وتطويره إلى ملتقى وطني أو دولي، وجمع محاضرات الأستاذة عذاوري في مختلف المقاييس التي درستها ووضعها تحت تصرف الطلبة، وتوفير كتابيها المطبوعين «شعرية التناص في الرواية العربية» و»النظريات النقدية الغربية وإشكالات التلقي العربي» في مكتبة القسم ووضعهما تحت تصرف الطلبة، إلى جانب جمع المقالات التي نشرتها الفقيدة في مختلف المجلات.
وسمّيت قاعة الندوات باسم الأستاذة سليمة عذاوري تكريما وتخليدا لروحها، فيما سميّت قاعة التوصيات باسم الأستاذة سعيدة بلهادي، أستاذة العلوم السياسية ببودواو، التي وافتها المنية سنة 2017 بعد صراع طويل مع المرض. وفي الأخير كرّم عميد كلية الحقوق البروفيسور بن صغير عبد العظيم عائلة الأستاذة عذاوري ممثلة في شقيقتها وشقيقها بشهادات تكريمية وهدية رمزية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024