شباب «أس أو أس باب الواد» يعودون بمسرحية جديدة

«بيليزا»..الفن والجمال في مواجهة الفوضى

أسامة إفراح

احتضن المسرح الوطني الجزائري محيي الدين باشطارزي، صبيحة أمس، الندوة الصحفية الخاصة بعرض «بيليزا BELLEZZA» آخر العروض المسرحية التي أنتجتها جمعية SOS ـ باب الواد، بالتعاون مع المسرح الوطني الجزائري. كما تخلّل اللّقاء الصّحفي، عرض بعض المشاهد من المسرحية التي أخرجتها الإيطالية كيارادي ماركو، والمستلهمة من قصة حقيقية لجدارية فنية بإحدى قرى ولاية سعيدة، حماها السكان من همجية الإرهاب.

سيكون جمهور الفن الرابع، بعد غد الخميس على ركح محيي الدين باشطارزي، على موعد مع مسرحية «بيليزا BELLEZZA»، التي أنتجتها جمعيةSOS ـ باب الواد، بالتعاون مع المسرح الوطني الجزائري.وفي هذا الصدد، نشط كل من رئيس الجمعية ناصر مغنين، والإيطالية كيارا دي ماركو مخرجة العرض، بمشاركة فريق الممثلين، ندوة صحفية أمس الإثنين، تطرقت إلى جانب من هذه «المغامرة» المسرحية.
وبعد تجربة «بروفا»، التي كان رفقة المخرج حسين الكناني، تأتي هذه التجربة الجديدة التي يخوضها شباب جمعية «أس أو أس باب الواد»، في شكل عرض مسرحي يحمل عنوان «بيليزا»، من إخراج الإيطالية كيارا دي ماركو. بدأ العمل على هذا العرض نهاية سنة 2018، وتواصل طوال سنة 2019، ويضم فريق الممثلين 11 شابا وشابة، منهم 5 ممثلين من «بروفا».
هذا العرض مُستوحى من قصة حقيقية حدثت في المعمورة (سعيدة) خلال السنوات المظلمة، عندما حاولت مجموعة من الإرهابيّين تدمير اللوحات الجدارية الجماعية التي رسمها في عام 1973 بوخاري زروقي ودنيس مارتينيز ومحمد خدة ومحمد بغدادي، فشكّل القرويون مجموعة دفاع ذاتي لإنقاذها ونجحوا في ذلك.
وهكذا تتطرّق المسرحية إلى قرية بها أشخاص وجدارية، هي «أجمل الجداريات على الإطلاق». «جميلة لأنّها لا تخفي شيئًا، وتحتوي على كل شيء»، قمامة الحرب والبشر، والأمل في استمرار الإيمان بالإنسانية. أمام هذه التحفة التي نتساءل عن الأشياء التي تستحق المخاطرة بحياتك....لمن؟
و»يتم أداء هذه القصة من قبل ممثلين شباب، مع إعادة كتابة جماعية حتى يكون بإمكانها الحديث في كل مكان وفي كل وقت، لأنها قصة تنقل رسالة موجهة للجميع». وعن الكتابة الجماعية للنص، تقول إحدى الممثلات إن الفريق أضاف بصمته، واعتمد العديد من المشاهد على الارتجال قبل الوصول إلى النتيجة النهائية.
سألت «الشعب» مخرجة المسرحية عن سلبيات وإيجابيات العمل مع شباب غير ذي خبرة بالمسرح، فأجابت بأن ذلك صعب، وقد تجلّت تلك الصعوبة في عدم الالتزام بالتدريب تارة وبالمواعيد تارة أخرى، وهو ما لا نجده لدى الممثل المحترف، ولكن تلك السلبيات تلاشت مع الوقت. أما أهم الإيجابيات التي ذكرتها كيارا فكانت الشغف التي يمتلكها الشباب وتلك الطاقة القوية لديهم، وأضافت: «وراء التصفيق يوجد عمل جادّ وشاقّ».
سألنا كيارا عمّا إذا كانت اللغة قد شكّلت عائقا وحائلا بينها وبين إخراج العرض، فأكّدت بأن عدم فهمها للكلام جعلها حينما لا تفهم المشهد ولا تحسّ به فهذا يعني وجود خلل يجب تصحيحه.
وعن سؤالنا حول طبيعة العمل مع المخرجة، تجيب إحدى الممثلات: «كان الأمر صعبا قليلا في البداية، خصوصا بسبب اللغة، المخرجة تتكلم الفرنسية والإيطالية ونحن نتحدث العربية فكان التواصل صعبا في البداية، ولكن مع الوقت صار التواصل أسهل».
هذا ما أكّده رئيس الجمعية ناصر مغنين، الذي تحدّث عن انعدام التجربة المسرحية لدى أغلب الممثلين الشباب، وعدم اعتيادهم على العمل الجاد والمتواصل الذي يتطلبه التدرب على رض مسرحي، ما جعلهم تحت ضغط كبير، ولكنهم تمكنوا في الأخير من تجاوز هذا الضغط ودفع قدراتهم أبعد الحدود. كما أكّد لنا مغنين بأن الاتفاقية مع المسرح الوطني تنصّ على ثمانية عروض، قد يكون بعضها في مناطق داخلية، أما المخرجة كيارا دي ماركو فلم تستبعد إمكانية أن تُعرض المسرحية في «المعمورة» بسعيدة، خصوصا وأنها مكان القصة التي أوحت نص المسرحية.
للتّذكير، مسرحية «بيليزا» (الجمال) من إخراج كيارا دي ماركو، كتابة جماعية للنص، سينوغرافيا رشدي لرقم، كوريغرافيا يونس شران، وتمثيل إكرام أمينة إدام، رانية أدرار، أنيس تونسي، وليد بحري، أسامة سخراوي، محمد مكري، سارة فاطمة الزهراء بوعلام، خولة طماش، مفيد مداني، وليد العيد إسلام، محمد بن محند.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024