الروائي محمد جعفر

مشكلتنا النقد الذي لا يتنبّأ ويكتفي بالتعميم

تحدث الروائي محمد جعفر صاحب رواية “هذيان نواقيس القيامة” عن الرواية الجزائرية وموقعها من البوكر قائلا:
في كل سنة وبعد صدور قائمة البوكر يعود الحديث نفسه عن أحقية وجدوى الرواية الجزائرية، ومع كل سنة نكتشف أن مستوى الحديث هو نفسه وتكاد الآراء تكاد تكون نفسها. وأما العمل الميداني وعلى الأرض لا نجد له أثرا.
لنفترض ومنذ البداية، أن الجوائز مقياس تقييمي للإبداع. فأول سؤال يطرح نفسه هو كم من عمل جزائري ترشح للبوكر، ثم ما هي دور النشر التي تقدّمت به، والأهم من ذلك هل كانت لمثل هذه الأعمال الدعاية المناسبة. لأننا ونحن نتأمل الأعمال المرشّحة نكتشف أولا أنها لأكبر الدور المتواجدة حاليا في الساحة العربية، ثانيا أن جل الأعمال صاحبتها دعاية إعلامية كبيرة، ولا أتحدث هنا على صفحات الفايسبوك، بل على أهم الجرائد والمجلات العربية، أضف إلى ذلك أن لجنة التحكيم لم تضم ولا جزائري إليها إلى اليوم.
 كيف نريد النجاح للتجربة الجزائرية ونحن لا ندافع عنها بالشكل المطلوب، كما لازلنا مبهورين بكل ما ينتجه الآخر غير الجزائري.
ولنعرّج على النقد الجزائري، وأهم سؤال نطرحه ما هي الأسماء النقدية والتي يمكنها اليوم أن تمارس تأثيرها على الرأي العام العربي، وقبل أيام شاهدت في التلفزيون الجزائري مقدمة برنامج تسأل أحد الروائيين والأكاديميين الجزائريين عن الأسماء الجديدة، والتي يمكن أن يكون لها شأن، وكيف تجاوز هذا الأخير سؤالها ودون ذكر اسما واحدا متفاديا أي دعاية. إن النقد الجزائري والذي يذم الرواية الجزائرية وخصوصا الجديدة ويطلق عليها مجموعة تعميمات سلبية، هو نفسه الذي لم نقرأ له يوما قراءة أو تقديما لأي عمل عربي سواء ترشح للبوكر أو لم يترشح. هو النقد نفسه الذي ما زال كل إنتاجه محصورا في كتاب السبعينات والثمانينات، هو نفسه النقد الذي لا يتنبّأ ويكتفي بالتعميم. وحين يرتقي النقد ترتقي كافة الفنون الأخرى.
كذلك قبل أن أختم كلامي، أريد أن أعرّج على نقطة هامة وهي ألا تفوز الرواية الجزائرية في المسابقات التي قبلت بالأعمال المخطوطة، كمثل جائزة طيب صالح للرواية؟ إن هذا النوع من المسابقات يكاد لا يتطلب شيئا سوى موهبة ومقدرة الكاتب نفسه وهو بعيد كل البعد عن المؤثرات الأخرى من إعلام ودعاية. ثم لنتأمّل هذه الأعمال نفسها. ماذا قدّمنا لها نحن الجزائريون من دعاية، وكيف تعاملنا مع أصحابها.. أظنهم لا يزالون مغمورين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024