كشف مدير الثقافة لولاية غليزان، حاج مسحوب، عن انطلاق أشغال الحفريات في المنطقة الأثرية»مينا»بمنطقة برمادية قرب عاصمة الولاية غليزان، بغية تحديد خريطة هذا الموقع الأثري، الذي يعود تاريخه إلى الفترة الرومانية.
وأوضح مدير القطاع لـ «الشعب»، بأنّ فرقة خاصة شرعت في عملها، وهي المتكونة من ستة باحثين في علم الآثار من المركز الوطني للبحث عن الآثار بالجزائر العاصمة بالإضافة إلى طلبة علم الآثار من جامعة الشلف والمركز الجامعي لغليزان.
وتأتي هذه العملية الهامة بعد الترخيص لها من طرف وزارة الثقافة، حيث أسندت لهذه الفرقة مهمة دراسة هذا الموقع التاريخي على أن تستمر التنقيبات الخاصة بهذا البحث الأثري لاكتشاف موقع جديد على مدار 21 يوما، بعدما انطلقت العملية في 18 فيفري وتنتهي في العاشر مارس القادم، بهدف حماية المنطقة وتراثها وكذلك تطوير الثقافة السياحية بها.
وتفيد المعطيات المتوفرة بأنّ الموقع الذي تجري فيه الحفريات، قد عرف مؤخرا عملية تجزئة لإنجاز مشروع تعاونية عقارية وهو الأمر التي عارضته مديرية الثقافة للولاية بهدف حماية هذه الآثار التي تكون معرضة للأخطار من جراء بعض المشاريع التي تبرمج على محيطها وذلك طبقا لأحكام قوانين الجمهورية التي تحمي هذه الآثار.
وتتميز منطقة غليزان بمخزون تراثي وثقافي، وبها مواقع آثرية تؤكد أن هذه الثروة الثقافية تحتاج إلى العناية اللازمة والاستثمار في المجال الثقافي، علما أن باحثين من المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، قد خاضوا تجربة البحث الأثري في أواخر السنة الماضية بمغارة الرتايمية بوادي ارهيو، وكذا معاينة مغارة القلعة وكانت لهم نتائج مهمة، بحيث تمكنوا من العثور على أدوات حجرية تعود إلى العصر الحجري استعملها الإنسان آنذاك، إلى جانب بقايا عظام حيوانات انقرضت تماما كوحيد القرن على سبيل المثال.
وتسعى مديرية الثقافة بولاية غليزان إلى توسيع مجال البحث الأثري، خصوصا بعدما تم اكتشاف آثار لمراحل ما قبل التاريخ بها، حيث يتم تصنيفها ضمن الممتلكات الثقافية الوطنية، وهي بذلك تساهم في خلق ثقافة سياحية عبر تنظيم زيارات لهذا الموروث التاريخي والتراثي بمنطقة غليزان.
