تحضيرا لإقامة معرض بعنوان “تصميم عربي في سيرتا” في شهر أكتوبر القادم، في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، قامت مجموعة من المصممين العرب بزيارة إلى قسنطينة من أجل الكشف عن مصادر للإبداع والإلهام لوضعها حيز التنفيذ في هذه التظاهرة.
وقد التقت هذه المجموعة التي يترأسها المصمم الجزائري “زبير هلال”، بأهم صناع ومصممي النحاس في قسنطينة من أجل الشراكة لإقامة هذا المعرض، الذي سيكون كاشفا للأعمال التي تزاوج بين الإبداع في مجال النحاس والصنعة التقليدية لدى الحرفيين والتجديد والخلق في مجال التصميم.
وتشير مقدمة هذا المعرض الذي سيقام في قصر “الحاج أحمد باي”، بأن الحرفيين والمصممين العرب يمتلكون التقنيات الحرفية القديمة لانجاز أعمالهم وهو الأمر الذي سهل اختيارهم وإشراكهم للعمل سويا في هذا المعرض. وأكّد السيد “زبير هلال” محافظ هذه التظاهرة التي يتضمنها برنامج دائرة المعارض في تظاهرة قسنطينة، بما أن فكرة التصميم تساعد على التجديد لدى الحرفي، فإن اختيار معرض “تصميم عربي في سيرتا”، انصب على حرفة النحاس التي تعتبر أحد الرموز الثقافية التي تشتهر بها قسنطينة.
وقد كان لهذه المجموعة المتكونة من مصممين من “الجزائر، مصر، تونس، المغرب” من بينهم 6 نساء، لقاءات عديدة تعرفوا فيها ومن خلال جمعية “فن النحاس” التي يترأسها السيد “الحاسن بودينار” على مختلف الحرفيين في مهنة النحاس بقسنطينة، حيث أظهر هؤلاء تجاوبا مع مختلف الاقتراحات فيما يتعلق بإدخال التجديد على الأدوات التقليدية المصنوعة من النحاس، من خلال تصاميم وتقنيات تجعلها تقف صامدة أمام آلة التصنيع العمياء والمنافسة الشرسة التي شهدها هذا المجال، مما يسمح لها ذلك بتطوير آليات جديدة في عملية تسويق منتوجها، والتأقلم مع فن التصميم الحديث الذي يدخل نظرة جديدة على الصناعة التقليدية لمادة النحاس.
وتجدر الإشارة، أن مجموعة متكونة من 13 جزائريا، 6 مغاربة، 5 تونسيين، مصريين وعراقي، ردوا على هذا النداء للمشاركة في هذا المعرض الأول من نوعه، في غضون شهر أكتوبر القادم والذي سيسمح بانطلاقة جديدة تجمع ما بين التقليد والتجديد في فن حرفة النحاس، حيث يساهم التصميم في إعطاء دفع جديد لهذا الموروث الثقافي ليدخل عالم المنافسة العالمية من جديد.