مدير وكالة الإشعاع الثقافي نزيه بن رمضان لـ”الشعب”:

مهرجــــان “كـان” فرصة للدعاية والتعريف بأفلامنـــا من خـلال جنــاح الجزائر بالقرية الدولية

حاورته: صرياك سارة

بعد التغييرات التي عرفتها الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي في الفترة الأخيرة، التقينا مديرها العام الجديد نزيه بن رمضان الذي أجابنا عن بعض الأسئلة حول الإستراتيجية المستقبلية للوكالة وكذا عن مشاركة الجزائر في مهرجان”كان”،  فكان لنا معه  هذا الحوار.

“الشعب”: الجميع يبارك كونك شابا ويتوسم خيرا في ذلك، هل تعتقد أن هذه النظرة تزيد من مسؤوليتك بضرورة النجاح كونك تمثل الشباب بطريقة ما؟
نزيه بن رمضان: طبعا المسؤولية تزيد خاصة إذا ما كانت نظرة الناس إليك بهذه الطريقة أي كونك شابا، فأنت بذلك تفتح مجالا لشباب آخرين بنجاحك ليضعوا فيهم الثقة، وانا حاليا لا أحس أني شاب بعدما صرت بالأربعين كما أني تحملت مسؤوليات في سن اقل وهذا ما أعطاني خبرة وزادني ثقة بنفسي .
-  هنالك من يقول أن دور الوكالة هو الإشعاع الثقافي خارج الوطن بمعنى التعريف بالمنتج الثقافي الجزائري، وتنظيمكم لنشاطات داخل الوطن هو خروج عن الدور المنوط بكم . ما تعليقك؟
*  لا بالعكس دور الوكالة هو أن تشع داخل وخارج الوطن وهذا طبعا موجود في قانونها الداخلي، نحن نروج لما تفرزه الساحة الثقافية الجزائرية سواء كان سينما، كتاب، فنون بصرية أو موسيقى في الداخل والخارج من خلال كل ما نقوم به من نشاطات.
 كما اعتبر التظاهرة الأخيرة “الجزائر في القلب” والتي تعتبر عربون محبة لجاليتنا وفنانينا بالخارج هي جزء مهم من الإشعاع الثقافي للجالية التي تشع من خلالهم الجزائر في كل أنحاء العالم.
نولي أيضا اهتماما كبيرا بالتكوين لفائدة الشباب المبدع سواء في مجال التصوير والذي قمنا فيه مؤخرا بدورة تكوينية بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي، كذلك في كتابة السيناريو، الرواية، الفنون التشكيلية وغيرها.
مبدأنا في التكوين يقوم على خلق احتكاك بين فنانين شباب هواة وأسماء فنية عالمية كبيرة، نقوم بذلك مع شريك أجنبي أو من دونه حيث نوفر الإقامة للمتكونين ويحظون في النهاية بعرض عملهم أو نشره بالإضافة إلى التكوين في البلد الشريك ما يخلق لهم فرصة التنقل والتعرف على الآخر، تفجير طاقاتهم ولما لا الانطلاق في عالم الإبداع كمحترفين.
-  بعد سحب الإنتاج السينمائي منها، كيف ترون إستراتيجية الوكالة المستقبلية؟
*  بداية الوكالة مازال لديها عدد كبير من الانتاجات هي في طور الاستكمال، علينا طبعا إنهاؤها كما ان الوكالة مازالت مكلفة بالتوزيع والدعاية للمنتوج الجزائري، أما عن الإستراتيجية المستقبلية للإنتاج السينمائي فهي في إطار الإعداد ومازال النقاش حولها قائما مع الوصايا في ظل نظرة واستراتيجيه وزارة الثقافة طبعا، حقيقة هنالك مؤسسة مكلفة حاليا بالإنتاج السينمائي لكن من الممكن جدا أن يكون هنالك منظور أخر.
- هل يمكن الحديث عن عودة الانتهاج السينمائي للوكالة؟
*  الموضوع مازال قيد الدراسة مع المعنيين .
- ماذا عن التوزيع؟
*  يبقى الإنتاج السينمائي الجزائري كله يعاني من إشكالية التوزيع، الإنتاج موجود وبعشرات الأفلام سنويا لكن لا يعرض إلا في قاعة أو اثنتين ثم يتوقف وهنا لا نستطيع  قول إن الفيلم وزع ما لم يعرض في 50 إلى 100 قاعة على الأقل. لهذا نحن في الوكالة من بين هدافنا هو إنشاء إستراتيجية ناجعة في مسألة التوزيع وهذا بخلق شبكة توزيع عبر قاعات السينما عن طريق الذهاب إلى اتفاقيات مع البلديات التي تتمسك بتسيير القاعات مع  السينماتيك كذلك وقد بدأنا بعض الاتصالات وهي في اغلبها ايجابية سيتم الإعلان عنها في وقتها، كما استغل الفرصة من هنا لتوجيه نداء للجماعات المحلية للتعاون وتسهيل مهمتنا في هذا الإطار.
بالحديث عن قاعات السينما جذبني في مهرجان “كان” مؤخرا سينما الشاطئ، حيث تقدم عروض سينمائية على شاطئ البحر مع المساء الفكرة مبتكرة وقد تساعد فيجذب الجمهور أتمنى أن تستطيع تجسيدها لدينا في الجزائر خاصة مع دخول فصل الصيف.
من استراتيجينا المستقبلية أيضا أن لا نكتفي ببعض النشاطات بل يجب الذهاب إلى النشاطات الكبرى بالتعاون مع جاليتنا وكذا السفارات في مختلف بقاع العالم، نشاطات يكون لها اثر في الإعلام العالمي.
- يرجع اللوم على الجمهور في غيابه عن قاعات السينما هذا الأمر فنده توافد الشباب بقوة على قاعة ابن خلدون لمشاهدة فيلم “les portes de soliel. L algerie pour toujour” ما رأيك ؟
* هذا النجاح هو ثمرة عملية اتصالية صحيحة، وتقديم المعلومات اللازمة في الوقت المناسب عن موضوع الفيلم، الممثل البطل.. كواليس الفيلم ..حيث تنطلق الدعاية له مع انطلاق التصوير.
اذكر مثلا الفيلم التاريخي “مصطفى بن بولعيد” أثناء عرضة على هامش المهرجان الدولي للسينما بوهران، اين قمنا بتوزيع أكثر من 100الف قصاصة بكل الأماكن العامة، لا استطيع ان اصف لكم حجم المتوافدين على القاعة حتى أننا اضطررنا للاستنجاد بالشرطة لتنظيم الجماهير.
- بالحديث عن مهرجان كان، كيف تقيم مشاركة الجزائر هذه السنة، وهل صحيح ان عدم مشاركة فيلم “شفق الظلال” للخضر حامينة هو سبب غضبه على الوكالة؟
*  كان بإمكان المخرج القدير لخضر حامينة وهو الفائز بجائزة السعفة الذهبية بالمهرجان وله خبرة كبيرة به أن يشارك فلماذا لم يفعل؟ بحيث تسمح قوانين ال “كان” بمشاركة الخواص...انا لا أرى في هذا سببا لغضبه. كما أن مقاييس المهرجان ليست فقط مهنية ففي كثير من الأحيان تقصى أفلام لأسباب سياسية كأن يكون الفيلم مثلا يتحدث عن الثورة الجزائر وهو حال الفيلم، في أحيان أخرى يطلبون نوعية معينة من الأفلام او المواضيع.
بنهاية هدفنا من مشاركة الجزائر في مهرجان “كان” لا تقتصر على هذا فقط، الآن للجزائر جناح خاص بها بالقرية الدولية، كما يشارك مخرجون شباب في قسم الأفلام القصيرة وهذا ما سيمكنهم من تكوين شبكة علاقات في سوق الأفلام فالمهرجان فرصة للترويج لإعمالهم.
نقوم أيضا بتوفير دليل للأفلام الجزائرية المنجزة وفي طور الانجاز، ودليل آخر بقائمة المنتجين والمخرجين الجزائريين بها أرقام هواتفهم وايمايلاتهم بحيث يساهم الدليلان في تسهيل عملية الاتصال بهم حتى بعد المهرجان وهذا نوع من الدعاية التي نقوم بها.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19444

العدد 19444

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19443

العدد 19443

السبت 13 أفريل 2024