الفنان عادل داود عن مشاركته في ذكرى وردة الجزائرية:

«نملك أسماءً كبيرة.. لكننا نفتقد النيّة الصادقة للاستثمار فيها»

قبل عشر سنوات، في طبعة 2007 لبرنامج ألحان وشباب، كان الجمهور يكتشف موهبته الفذة وصوته العذب.. واليوم، هو يغنّي في المناسبات الكبيرة ليمثل الجزائر ويكرّم قاماتها.. هو الفنان الشاب عادل داود، ذو الحنجرة الدافئة والأداء القوي، الذي شارك رفقة كوكبة من الفنانين في حفل احتضنته أوبرا مونبلييه بفرنسا قبل أيام، إحياءً للذكرى الخامسة لرحيل الوردة وردة الجزائرية.. يفتح عادل قلبه في هذا الحوار، ليحدثنا عن الحفل، ولقائه بوردة، وجديده الفني وتطلعاته كفنان صاعد.

  «الشعب»: نبدأ من مشاركتك الأخيرة بفرنسا في الحفل الذي أحيا الذكرى الخامسة لرحيل فنانتنا وردة الجزائرية.. هلّا أعطيتنا نبذة عن الحفل؟ كيف تصف مشاركتك؟ وماذا أضافت لمشوارك الفني؟

 عادل داود: الحفل كان من تنظيم الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي ومحافظة مهرجان أرابيسك، وأقيم  بدار الأوبرا التاريخية في مونبيلييه الفرنسية لتكريم الراحلة الكبيرة وردة الجزائرية، حفل في غاية التنظيم والروعة من كل النواحي، دون أن ننسى النقطة الأهم وهي الجمهور الذي كان حاضرا بقلبه وروحه ووجدانه قبل جسده.
مشاركتي كانت بأدائي لثلاث أغنيات وهي «أكذب عليك»، «أوقات بتحلو»، و»العيون السود» التي تفاعل معها الجمهور بشكل لم أعهده في مناسبات عديدة.. للأمانة أقولها: الجمهور تود لو أنك لا تفارقه أبدا، وبصراحة كانت السهرة الأولى من أجمل أيام عمري، والثانية كانت أجمل وأجمل بكل المقاييس، عبثا أحاول أن أصف ما كنت أشعر به حينها.. أتمنى لو تتكرر في مناسبات أخرى.
طبعا عندما تكون من عشاق السيدة وردة فهذه إضافة إلى رصيدك الروحي والخيالي، إن صح التعبير.. فأنا أحببت وردة رحمها الله، وكان لي الحظ الكبير بلقائها في بيتها أثناء رحلتي إلى القاهرة  سنة 2007، وهنا بدأ الرصيد يكبر شيئا فشيئا، وبدأت الأحلام تتوالى إلى أن جاءت هذه الفرصة، وأنا أسميها فرصة لم أكن أود تضييعها مهما كان الثمن والجهد في أن أغني لأميرة الطرب العربي تكريما لها، وهو ما أراه أيضا تكريما لي، أعتز وأتشرف به لسنوات وسنوات طويلة..
-  لا يختلف اثنان على القامات والنجوم التي تزخر بها سماء الفن الجزائري.. ولكن هل نستثمر كما يجب في هذه الصورة المشرقة؟ هل نصدّر ثقافتنا وأسماءنا كما ينبغي؟
  أبدا لا ننكر بأن الجزائر تزخر بالعديد من الأصوات التي باستطاعتها أن تجد لها مكانا في الساحة الفنية والثقافية، سواء على المستوى الوطني أو العربي أو حتى العالمي، ولنا في هذا الشأن أمثلة عديدة.. المشكلة متشعبة ومعقدة بشكل يصعب فهمه وإن أخذنا ساعات وساعات.. الذي يؤلمني حقا أنه حتى النية الصادقة للاستثمار في تلك الأيقونات لم تعد موجودة.. دعنا نتكلم بصدق وأمانة، ما نراه الآن هو مجرد تمثيليات أو بمعنى أدق تخريجات ممنهجة المقصود بها ذرّ الرماد في العيون ومضيعة للوقت والجهد والمال، لن يستفيد منها سوى أصحاب النوايا السيئة ممّن يوّدون استغلال كل شيء لمصلحتهم الخاصة لا غير، بمعنى أن الفنان أو المبدع إجمالا خارج الإطار وصار آلة أو مجرد أداة بسيطة فارغة من محتواها المعنوي والإبداعي، في ظل هذا الوضع المحزن بحق.
- كيف ينظر الفنانون الشباب، وأنت أحدهم، إلى فنانينا الكبار؟ وما هو واجب نجومنا تجاه الشباب الراغب في التألق والاقتداء بهم؟؟
 تختلف النظرة من فنان إلى آخر كل بحسب ثقافته ووعيه ودرجة إدراكه وأيضا بحسب ماهية هذا الفنان الكبير الذي نتحدث عنه، بصراحة جيل العمالقة أدى ما عليه وإلا ما كنا نسميه كذلك.. بقي علينا نحن كشباب السير على خطى الالتزام والعمل والصدق التي سلكها جيل الكبار.. دون أن ننسى التجديد والبحث في تقديم الأفضل الذي لن يكون حبيس زمان أو مكان معين.
- هل من جديد لك على المستوى الفني؟ ألبوم أو ثنائي أو مشروع في الأفق؟ وبكل صراحة: ما الذي تصبو وتتطلع إليه في عالم الفن؟

  هناك مشروع «سينغل» أنا بصدد التحضير له، لم تتضح معالمه بعد، أركز في هذا الجانب أكثر من أي عمل ثنائي قد يأتي في الطريق. أما عن الأحلام التي أصبو إليها، أعتقد بأن أحلام الفنان صارت معلومة لدى الجمهور، وأنت تعرف الإجابة، لكن ما أصبو إليه صديقي إنساني بحت، أود أن يمنحني الله القوة والإمكانيات حتى أساعد من هم في أمس الحاجة إلى المساعدة.. لا أحلم بشيء آخر.. قد تستغرب هذا الحلم لكنها الحقيقة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024