تدعمت الكتابة التاريخية مؤخرا بأكبر، أول، وأضخم رسوم متحركة تسرد تاريخ الجزائر من قبل الميلاد إلى الاستقلال، من قبل ثلة من المهتمين، ومن بينهم الأستاذ والإعلامي وحيد جلال الذي اقتربت منه يومية “ الشعب” في هذا الحوار.
- “الشعب”: كيف جاءتكم فكرة اثراء التاريخ الجزائري بهذا العمل الكرتوني؟
و. - جلال: لقد كانت البداية مع المسلسل الكرتوني رسوم متحركة كليلة و دمنة _ الحكمة على لسان الحيوان _ كأول تجربة في هذا المجال.... حيث لعبت فيه أدوارا رئيسية وثانوية وصلت إلى 36 صوتا أي تجسيد 36 شخصية صوتا.. بقصد تبسيط مفهوم العمل للمستوى الذهني للطفل كي يستوعبه ويتقبله.... وكان هذا العمل مع شركة نوميديا فنون.... وقد نال هذا العمل عدة جوائز عربيا ومغاربيا في مهرجان برامج الأطفال للإذاعات والتلفزيونات العربية.. ومازلت أنتظر نسبة بالمئة 90 من حقوقي.. كما أنه وبعد وقت وجيز، جاءت فكرة تجسيد الأعمال التاريخية، من خلالها تساءلت، كيف يمكن تلقين الطفل تاريخ بلاده وأجداده، إذ من غير الممكن في وقتنا الحالي أمام الغزو الحاصل والزخم المتدفق من ابتكارات واختراعات في عالم النت والصورة والسمعي البصري أن نبقى مكتوفي الأيدي ....فحين تعطي كتابا لطفلك عن الأمير عبد القادر فلن يقرأ ثق من ذلك...حتى الكبار ما عادوا يقرؤون ..ففكرنا في كيفية و مدى تأثير الصورة و المؤثرات الصوتية و البصرية في ذهنية الطفل... وتخمرت بذلك الفكرة ثم تبلورت لينبثق منها هذا العمل بصفته أكبر و أول و أضخم رسوم متحركة تحكي تاريخ الجزائر من قبل الميلاد إلى الاستقلال ... تحكي عبر مراحل و على مدار 52 حلقة بمعدل 26 دقيقة للواحدة مع ملخص شامل بمدة ساعة و خمس دقائق، اسم العمل “الجزائر تاريخ وحضارة.
- هل لنا أن نعرف لمن عادت فيه الأدوار؟
: نعم لقد قمت ببطولته في دور الراوي، لأنه يعتمد على الرواية أساسا مع تخلله بمشاهد تمثيلية تنقل المشاهد والمتلقي إلى عوالم بحسب الحقب الزمنية التاريخية .. وكذلك أديت بعض الأدوار الأساسية و الثانوية .. وقد جاءت فكرة اعتماد الرسوم المتحركة لتلقين التاريخ للصغار وربما حتى الكبار، بحسب ما استقيته من بعض المواطنين الذين شاهدوا ويشاهدون هذا العمل الذي بث على القنوات العمومية و لازال يبث عبر الفضائيات الخاصة لحد اليوم.. على التوالي.. ليس فقط تلقين التاريخ بل يمكننا اعتمادها في تلقين كل العلوم وتعليم أبنائنا شتى السلوكيات و تربيتهم من خلال الرسوم المتحركة القريبة إلى مستوى مداركهم ، علما بأن هذا العمل، هو من انتاج أستديو البراق، أما التمثيل فعاد لوحيد جلال الجزائري..
-وهل من مشاريع عمل فنية أخرى؟
نظرا لترهل الجهة المنتجة والمنفذة ماديا.. ومدى تأثير ذلك على سير العمل الإبداعي في وطننا والحقوق المهضومة.. ووقوف ذلك حجر عثرة أمام السير قدما و تطوير المهارات وتوفير المنتوج الوطني للاستغناء عن الإستيراد.. فإنه لو تقدم لي يد المساعدة فأستعهد بتأسيس معهد ومركز متخصص في هذا المجال واكتشاف المواهب التي يزخر بها وطننا الجميل.. كما أتعهد أيضا بتأسيس مركز للدبلجة و الترجمة و إنتاج الرسوم المتحركة كذلك والتي تخدم قيمنا ومبادئنا وتاريخنا و تربي و تنمي جيلا صالحا عارفا بوطنه معتزا بتاريخه وأمجاد أجداده .. إلى جانب ذلك فقد عزمت مؤخرا بعون الله على إنتاج سلسلة من نوع الدراما التاريخية كأول تجربة إخراجية لي..، كما أنه لو تلقيت الدعم و التعهد بالدعم من طرف السيد مراد حمزاوي، مدير المتحف الجهوي للمجاهد بالمدية.. سأقوم منذ شهور بتهيئة الأرضية للبدء قريبا بحول الله تعالى لإنجاز هذا العمل التاريخي الذي سيتمحور حول تجسيد دراما تاريخية _ شهادات حية لكتابة التاريخ بالسمعي البصري و محاكاة الواقع المعيش إبان الثورة المجيدة.. علما بأنه في فضاء أمجاد الولاية الرابعة تاريخيا و ثوريا، وبعد نقاش و مشاورات مع الأستاذ مراد حمزاوي الداعم الأول لهذا العمل.
- في ظل شح المساعدات، كيف لكم ذلك؟
رغم هذه الضائقة المالية فأنا متيقن ومتحمس جدا، كوني سأتلقى كل الدعم والترحيب وهذا من خلال ما لمسته من مدير المتحف الولائي لولاية تيسمسيلت السيد محمد عاجد.. وكذا من بعض الوجوه الثورية هناك آنيا ... أي ما يعني مبدئيا وخلال معاينتي لبعض الأماكن بتيسمسيلت ومحادثتي لبعض المجاهدين وذوي الشهداء وعائلاتهم وحفاوتهم وترحيبهم وتحمسهم للعمل .. فإنني أعتقد بأن السيد والي ولاية تيسمسيلت الذي التقيته مرة واحدة والذي لم أفاتحه في الموضوع سوف يدعم مبادرتنا حيث من خلال ما عرفته عن شخصه الكريم فلدي أمل كبير بعد الله تعالى في سيادته و قد علمت أنه يرحب بل يحمس و يدعم هذه المبادرات والأعمال من هذا النمط.. وسيكون هذا العمل مجازا...
- هل من كلمة أخيرة ؟
أشكرك وأشكر جريدتكم الغرّاء على هذه الالتفاتة النبيلة.. وأوجه رسالة من هنا للغيورين على اللغة العربية و المناهج التربوية أن يفكروا في دعم مشروعنا والاهتمام به وإدماجه في المنهاج الدراسي.. وتحيا الجزائر والمجد و الخلود لشهدائنا الأبرار..