كتبت الكاتبة الجزائرية خيرة بلقصير على جدارها الأزرق خبر ولادة مجموعتها النثرية “حرير الملائكة”، حيث قالت بأنه” مذ أن ترجَّل آدم رفوف الجنّة وهو يبحث عن طريقة ما يُرتق بها تلك المشيمة العسيرة المطروحة في إحدى غرف الله السريّة حيث دار الحوار بينه وبين الملائكة وحيث جرى عصيان الشيطان صاحب نزعة التمرد.
وهي تعريجة إلى أول عصيان تاريخي عرفته البشرية، أرادت الشاعرة بلقصير أن تضع أجوبة فلسفية للتساؤلات الجمة التي لا يستطيع اللسان الاجابة عنها، قائلة “بدأ الحرف تمهيدا للخروج من الأبدية نحو مأساة الوقت والتاريخ..” واصفة خروج آدم .”بدأ آدم باسم ربه الذي خلق القلم مسيرته في نحت الحروف على الحجر والشجر والجبال والكهوف، على الورق البردي والحرير.
لتضيف بأن الورق إلى أن اقترن باللمس والضوء ما زالت الكتابة الطريق الأكثر سببا للوجود لأنها مهنة الله تجاه التقدير والمشيئة والخلق والبعث والنزوح إلى قلب الانسان الشاسع، بالكلمة بدأ الكون وفي كل يوم تتدحرج النقطة فوق كُنْ، شيء ما يشبه دبيب النّمل في قشرة الرأس يقودني نحو الكتابة أتسامق كالدالية ...أتدلى لألتقط يدي هناك حيث سقط سهوا عنب الشوق ...والنّفوروفنجان الغياب...
للتذكير خيرة بلقصير كاتبة جزائرية تعيش بالأردن وهي من بين الأصوات النسائية الجزائرية اللواتي خضن تجاربهن الإبداعية مع نهايات الثمانينيات وبداية التسعينيات بالباهية وهران إلى جانب كوكبة كبيرة من الأسماء أمثال فاطمة الاجمل، رامي الحاج، عبد الله الهامل، بختي بن عودة، سعيد هادف وغيرهم.