قنة معمر المدير العام لديوان رياض الفتح لـ” الشعب”:

إعادة تعديل المسار وتجديد طريقة التسيير و شبكة البرامج

حبيبة غريب

يتفق الجميع على أن ديوان رياض الفتح بمعلمه الكبير ومتحف المجاهد ومجمعه التجاري ومساحاته الخضراء وفضاءات الترفيه، من بين الأماكن العاصمية الأكثر إقبالا من قبل الجزائريين وعلى مدار السنة، لكن تسيير هذا المكان يستدعي الكثير من الجهد والتخطيط والمتابعة المتواصلة لكل صغيرة وكبيرة، وهي المهمة التي يسعى لإتمامها على أحسن وجه موظفو وإطارات الديوان وعلى رأسهم المدير العام قنة معمر .
الديوان، يقول مديره العام قنة معمر:« هو مؤسسة ذات طابع  صناعي و تجاري EPIC تأسس سنة 1983 وتم تغيير statut  سنة 1995، وهو قائم على مساحة أكثر من 30 هكتارا، وذو طابع ثقافي وترفيهي وتربوي وتجاري، كما يضم أيضا الجانب التاريخي أيضا، بحكم وجود المتاحف ومقام الشهيد الرمزي وكذا قصر الثقافة”.
ومنذ استلام إدارته العامة، يقول قنة، كانت المهمة الأولى والأساسية التي انطلق فيها هي تأمين المكان، بالتنسيق مع السلطات المعنية، فاليوم يوظف الديوان 160 عامل خاص بالحفاظ على أمن الأفراد والمكان”.
ويعرف كل سنة إنجازات جديدة ونشاطا مزدهرا مقارنة بوضعية الركود التي عرفها سابقا خلال العشرية السوداء، كما يجعل من موقعه الاستراتيجي وكل المساحات والفضاءات الثقافية والترفيهية والتربوية والسياحية والتاريخية التي يزخر بها وجهة مفضلة للمواطنين والسياح الأجانب.  
ويتم تسيير الديوان حسب قنة ، “بفضل العائدات التي تحصل من إيجار المحلات التجارية والفضاءات الترفيهية، حيث يتم  تحصيل كل سنة ما معدله 14 مليار سنتيم ويستفيد أيضا من منحة أوإعانة من قبل الحكومة تدخل في إطار الخدمات العمومية تقدر بـ 14 مليار سنتيم لكن يبقى هذا غير كاف للتسيير، علما أن الوضعية المالية للمؤسسة تعرف عجزا يقدر بـ73 مليار سنتيم ـ وهو ناتج يقول قنة عن ديون سابقة متراكمة منذ سنة 2007  مع البنك الجزائري، نحن نحاول حاليا إيجاد الطريقة الأنجع لتسوية الوضع.

فضاءات  متعددة في حاجة إلى استثمار

يضم الديوان العديد من الفضاءات التي يبقى العديد منها غير مستعمل أو مستغل بطريقة غير مربحة، ومن بين هذه الأماكن ذكر قنة : “ مركز الفنون، غابة الأقواس التي تحتضن بدورها مجموعة من المطاعم، يتم تأجيرها عن طريق المزايدة ، ونحن حاليا،” يقول المدير العام بصدد تهيئة العديد من الفضاءات من بينها مسرح الهواء الطلق الذي يحتوي على 1200 مقعد والذي سيحتضن بعد انتهاء الأشغال الكثير من السهرات الفنية.
وهناك، أضاف قائلا “رواق الفنون التشكيلية الذي سيفتح أبوابه في خلال 3 أشهر القادمة، أمام الشباب المبدعين، وهذا سيوصل العدد إلى 4  أروقة فنية، ستساهم بشكل كبير في تشجيع المواهب الشابة على إبراز مواهبهم والتواصل مع الجمهور”.    
إلى جانب 3 مطاعم أجرت عن طريق المزايدة، واشترط على أصحابها الجدد تقديم خدمات في المستوى ومراعاة المقاييس والاحترافية.
يوجد بديوان رياض الفتح الكثير من المحلات المغلقة التي تسعى الإدارة حاليا لاسترجاعها عن طريق القضاء وهي عملية طويلة المدى، وحين ترد هذه المحلات، سيتم كما كشف المتحدث “إيجارها وفقا لدفتر الشروط الذي يقضي بزيادة المبلغ كل 10 سنوات”.
ومن بين الفضاءات الأخرى التي سيتم استغلالها في المستقبل القريب، سيعطى فضاء 121 إلى وزارة الدفاع الوطني ليحتضن رواق عرض و بيع مركبات مرسيدس التي تصنع بتيارت، كما كشف قنة أن “ مقر المهرجان الدولي للشريط المرسوم “ فيبدا” يعرف حاليا نوعا من التدهور قد يؤثر على المحيط وصحة الزوار، وسيقام هدمه وإعادة بنائه، ثم سيأجر للقائمين على التظاهرة وفقا لدفتر الشروط المعمول به حاليا”.
 
مهرجانات وأنشطة ثقافية و تشجيع كبير للفنون  

عرفت شبكة البرمجة للديوان مع الاتجاه الحالي للحكومة الرامي إلى ترشيد النفقات إلغاء العديد من الأنشطة والمهرجانات والعروض الفنية التي كانت تبرمجها الإدارة سابقا  لفنانين وفرق من الغرب والشرق والمناطق الأخرى من الجنوب، والتي يقول قنة، لم يعد من الممكن اليوم تحمل نفقات الإيواء والأكل وغيره”.
لكن تم استدراك ذلك من خلال تسطير أنشطة جديدة من بينها برنامج “ الشاشة الكبيرة أو السينما” الذي يلقى رواجا كبيرا، إلى جانب معارض الفن التشكيلي، وبرامج الناشئة التي تولى اهتماما كبيرا بها والتي تعود مع كل عطلة صيفية، إلى جانب معارض الصناعات التقليدية للجنوب الكبير، ومعارض الفنون التشكيلية، وإنشاء مدرسة الموسيقى التي ينشطها أساتذة من المعهد العالي للموسيقى، وكذا ورشات الرسم.
ويشارك الديوان في إحياء المناسبات الوطنية، فقد كانت هناك، على سبيل المثال كما أشار المتحدث، خلال السنة المنصرمة الأبواب المفتوحة على الدرك الوطني، والمساهمة في إحياء عيد استرجاع السيادة الوطنية والشباب في 5 جويلية وكذا إحياء ذكرى الفاتح من نوفمبر1954، إلى جانب العديد من التظاهرات الفنية والثقافية التي تنظمها البعثات الدبلوماسية الأجنبية المعتمدة في الجزائر، كبعثة الاتحاد الأوروبي أوسفارة الولايات المتحدة الأمريكية، وكذا المجتمع المدني.
وفي سياق آخر وانطلاقا من مبدأ “الثقافة قد تساهم في الاقتصاد، فقد أصبحت كل الحفلات الفنية التي تقام بديوان رياض الفتح مدفوعة ثمن الدخول وهو تقليد لقي استحسان الكثير من المشاركين ومرتادي هذه الأنشطة الفنية” حسب تصريح المدير العام  للديوان.

2017 سنة الاهتمام الكبيربالطفل  

في تقديمه لحصيلة نشاطات السنة المنصرمة، كشف قنة معمر “عن الاهتمام الكبير الذي أولته إدارة الديوان للأنشطة الترفيهية والتربوية الموجهة للطفل وكذا البرامج الموجهة للشباب، مركزة البرمجة على النشاطات الخاصة بالعطل المدرسية، التي لاقت، يقولا نجاحا كبيرا والتي شملت إلى جانب عرض الأفلام العالمية، ورشة إنجاز العرائس الصينية، ورشة مسرح الطفل، اللتين أقيمتا على مستوى المسرح الصغير، إلى جانب ورشة الرقص وورشة الرسم بقاعة فرانس فانو.
وستبقى سنة 2018 العديد من الأمور على حالها، إذ سيواصل الديوان برمجة الأنشطة الخاصة بالطفل، وخاصة عرض الأفلام للكبار والصغار مع تخصيص ثلث عدد الأفلام المبرمجة للإنتاج الوطني، وقد شهدت قاعة ابن زيدون عرض أغلبية الأفلام الوطنية الحديثة كفيلم ابن باديس وغيرها، كما سيتم برمجة العديد من اللقاءات الأدبية والفكرية دوريا بقاعة فرانس فانون.
لكن يبقى الفراغ القانوني الذي تعاني منه المؤسسة عائقا أمام التسيير الأنجع لها، كما أن مشكل نقص النقل في اتجاه ديوان رياض الفتح خاصة في موسم فصل الصيف ليلا وخلال السهرات الرمضانية، يبقى عائقا كبيرا أمام استفادة أكبر عدد من المواطنين من الخدمات والأنشطة التي يقدمها، والتي يسعى الجميع إلى تحسينها وفقا لرغبات الجمهور والزوار. 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024