أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، أمس الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني إلى “61 ألفا و430 شهيدا و153 ألفا و213 إصابة منذ 7 أكتوبر 2023.
أعلنت الوزارة ارتفاع عدد الشهداء جراء سياسة التجويع الصهيونية إلى 217 شخصا بينهم 100 طفل، وذلك بعد ارتقاء 5 حالات خلال 24 ساعة.
وتحذر منظمات أممية ومؤسسات محلية من أن استمرار الحصار ومنع المساعدات ينذران بوقوع وفيات جماعية بين الأطفال، وسط تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية، وانهيار المنظومة الطبية بالكامل.
كما أفادت مصادر في مستشفيات قطاع غزة باستشهاد 36 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال في مناطق عدة بالقطاع صباح أمس، بينما أعلنت كتائب القسام وسرايا القدس قصف مواقع صهيونية بالصواريخ وقذائف الهاون.
وقال مراسلون إن القصف الصهيوني على حي الزيتون أدى لتدمير عدد من المباني، فيما أفاد مصدر طبي في مستشفى الشفاء بمدينة غزة باستشهاد 9 فلسطينيين وإصابة 180 بينهم أطفال، في استهداف قوات الاحتلال طالبي مساعدات قرب منطقة زيكيم شمالي قطاع غزة.
وأشارت مصادر في مجمع ناصر الطبي إلى استشهاد 4 فلسطينيين في قصف من مسيرة صهيونية وسط مدينة خان يونس، بينما أصيب آخرون برصاص قوات الاحتلال قرب محور موراغ جنوبي المدينة.
وقال أطباء في المستشفى إن عددا من المصابين تعرضوا لأعيرة نارية مباشرة في الصدر والرأس ووصلوا إلى المستشفى في حالة خطيرة.
تزايد ضحايا إسقاط المساعدات جوا
في هذه الأثناء، أفاد مستشفى العودة بأن الطفل مهند زكريا عيد استشهد إثر سقوط أحد صناديق المساعدات عليه غرب مخيم النصيرات وسط القطاع.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، فإن عدد ضحايا عمليات إسقاط المساعدات جوا، منذ بدء الحرب، وصل إلى 23 شهيدا.
وقال المكتب إن إسقاط المساعدات بمناطق خاضعة للاحتلال يعرض من يقترب منها للاستهداف والقتل المباشر، محملا الاحتلال ومن ورائه الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن هندسة التجويع والفوضى، ومطالبا بإدخال المساعدات عبر المعابر البرية بشكل آمن وكاف.
هندســـة المجاعـة
إنسانيا، قال المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة الدكتور منير البرش إن تسجيل 11 حالة وفاة في 24 ساعة بسبب التجويع “مؤشر خطير” وأكد أن الكيان الصهيوني انتقل في تعامله مع القطاع من التجويع إلى “هندسة المجاعة”.
وكشف البرش أن ما وصل قطاع غزة الأيام الماضية هو أقل من 5% من احتياجات القطاع، مشيرا إلى وجود انهيار في المنظومة الصحية في غزة.
ومن جانبه، حذر مدير مجمع الشفاء الطبي الدكتور محمد أبو سلمية من ارتفاع معدلات المجاعة، وقال إن التجويع وسوء التغذية يؤديان إلى تراجع المناعة، لا سيما بين الأطفال والنساء وكبار السن.
وبدوره، قال المدير الطبي بمستشفى العودة في مخيم النصيرات ياسر شعبان إن نحو 80% من الأطفال الذين يستقبلهم المستشفى يعانون من التجويع وسوء التغذية الحاد.
وأضاف أن نقص الأدوية والمستلزمات الطبية “يشكل تهديدا خطيرا للقطاع الصحي في غزة”.
ووصف الطبيب الأمريكي العائد من غزة مارك براونر الأوضاع الإنسانية في القطاع بأنها مرعبة بكل معنى الكلمة.
وأضاف براونر بأن خطر الموت من الجوع لم يعد يتهدد الأطفال والرضع بل أصبح يطال كل سكان القطاع.
عمليـات المقاومة
ميدانيا، أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس- أنها قصفت موقع قيادة وسيطرة صهيونية على تلة الصوراني في حي التفاح شرق مدينة غزة بعدد من قذائف الهاون.
من جانبها، بثت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– مشاهد لإطلاق مقاتليها صاروخا من طراز “قدس-3” باتجاه مستوطنة نيرعام في غلاف غزة، ردا على تدنيس واقتحام المسجد الأقصى المبارك.
يأتي هذا بعدما أقرت الحكومة الصهيونية -فجر الجمعة- خطة تدريجية لاحتلال قطاع غزة بالكامل، تبدأ باحتلال مدينة غزة بتهجير سكانها البالغ عددهم قرابة مليون نسمة باتجاه الجنوب، ثم تطويق المدينة، وتنفيذ عمليات توغل داخل مراكز التجمعات السكنية.
وقد أكدت حركة حماس أن هذه المغامرة الإجرامية ستكلف الاحتلال أثمانا باهظة ولن تكون نزهة وستبوء بالفشل، كما أكدت حركة الجهاد الإسلامي أنها ستواصل إلى جانب كل قوى المقاومة الدفاع عن الشعب الفلسطيني.
جهـود لإحيـاء المفاوضــات
هذا، وبينما يتواصل الموت اليومي بالقصف والمجاعة في قطاع غزة، يسعى الوسطاء في مصر وقطر، بدعم أميركي، لمحاولة البحث عن حلول جديدة بهدف إحياء مفاوضات وقف إطلاق النار، وإعادة الاحتلال وحماس إلى طاولة الحوار بعد جمود شاب الموقف في الأيام القليلة الماضية.
وقالت مصادر من حماس، ومن فصائل أخرى خارجها، منخرطة بملف المفاوضات، إن الاتصالات فعلياً ما زالت مستمرة مع الوسطاء. وتم خلال اليومين الماضيين نقل رسالة لهم بأن الوفد الفلسطيني للتفاوض مستعد لاستمرار المفاوضات كما كانت، بانتظار أن ترد سلطات الاحتلال بشكل رسمي، مؤكدةً أن الهدف من ذلك هو تجنيب أهالي القطاع مزيداً من ويلات الحرب.
وبحسب المصادر، فإنه يجري التنسيق لعقد جلسة بين وفد حماس والوسطاء، في الأيام المقبلة، مشيرةً إلى أن الوسطاء يسعون لمحاولة إيجاد قاعدة جديدة يمكن من خلالها إطلاق المفاوضات مجدداً، لكن ذلك قد يعتمد على استجابة الاحتلال لإمكانية أن تتراجع عن قراراتها والعودة لهذا المسار.
ونقلت مواقع قولها إن قطر والولايات المتحدة تعملان على صياغة مقترح لصفقة شاملة سيتم عرضه على الطرفين خلال الأسبوعين المقبلين.