يطالب سكان الفوضوي «القاديسية» بحي الأبطال بولاية عنابة من السلطات المحلية، ترحيلهم إلى سكنات اجتماعية لائقة في أقرب الآجال، بسبب معاناتهم الكبيرة داخل هذا الحي الذي لا يصلح لحياة كريمة، لا سيما في ظل اهتراء الطرقات وانعدام التهيئة، وغياب النظافة التي حولت حياتهم إلى معاناة حقيقية.
يناشد سكان القاديسية المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي لولاية عنابة جمال الدين بريمي، التدخل العاجل لإنقاذهم من براثين الفقر والوضع المزري الذي يعيشونه داخل هذا الحي الفوضوي، الذي يهدد حياتهم بسبب الخطر المحدق بهم، لا سيما من قبل الحيوانات الضالة، كالكلاب والخنازير التي أصبحت تتقاسم معهم حياتهم اليومية وتهدد صحة وسلامة القاطنين بهذا الحي، وعلى وجه الخصوص الأطفال الذين يتفاجئون في العديد من الأحيان بظهور هذا الحيوان فجأة أمامهم مشكلا خطرا كبيرا على حياتهم.
ففي الوقت الذي كان يظهر فيه ليلا عندما تقل الحركة بحثا عن الطعام أو الفضلات، أصبح اليوم وفي غالب الأحيان يظهر بصفة عادية صباحا، وهو الأمر الذي يثير يوميا مخاوف السكان الذين طالبوا بالنظر في هذه الوضعية وعدم الاستهتار بالأمر، من خلال التدخل العاجل للقضاء عليها قبل أن تحل الكارثة.
كما يشتكي قاطنو «القاديسية» من الانتشار الكبير للنفايات وتراكم القمامات في كل مكان، ما أدى أيضا إلى انتشار البعوض والحشرات الضارة، إلى جانب تكاثر الجرذان التي تتقاسم مع المارة الأرصفة والطرقات، مشكلة منظرا تقشعر له الأبدان.
في ظل صمت مصالح البلدية، التي لم تحرك ساكنا، بالرغم من المراسلات العديدة للسكان لتنظيف المكان، قبل حدوث كارثة صحية، فضلا عن اهتراء الطرقات الخاصة بالحي، خصوصا خلال تساقط الأمطار والتي تزيد من تدهور الطرقات وانتشار البرك المائية التي صعبت من معيشة السكان، مؤكدين أن المتضرر الأول من وضعية الحي هم التلاميذ الذين يعانون الأمرين، حيث يجدون صعوبة كبيرة للالتحاق بمؤسساتهم التربوية بسبب تراكم الأوحال.
وهو ما جعل السكان يؤكدون على والي الولاية جمال الدين بريمي بزيارة الحي، والوقوف على معاناة سكانه اليومية، بسبب التهميش والإقصاء المتواصل، وضرورة الاستماع إلى انشغالاتهم وتلبية مطالبهم وتجسيدها على أرض الواقع.
