استفادت قرى بلديات آث يني، إعطافن، وإيبوذرارن الواقعة في أعالي شرق ولاية تيزي وزو، من مشروع هيكلي لدعم وتعزيز شبكة المياه الصالحة للشرب، ما يُعدّ نقلة نوعية في حياة السكان بعد معاناة مع أزمة التزود بهذه المادة الحيوية.
هذا المشروع الذي رُصد له غلاف مالي إجمالي يقدّر بـ50 مليار دينار جزائري، يشمل عدّة عمليات تقنية، أبرزها إنجاز خط أنابيب رئيسي بقيمة 17 مليار دينار، وإنشاء ثلاث محطات استصلاح مزودة بخزانات بسعة 300 م³، إضافة إلى خزان مركزي بسعة 500 م³، وثلاث آبار ارتوازية، إلى جانب ثلاث مناطق للحفر ومحطتين للتحويل.
كما تم تزويد المشروع بشبكة كهربائية متكاملة أنجزتها مصالح سونلغاز بميزانية تُقدّر بـ 2.5 مليار دينار، إلى جانب توفير العتاد الكهربائي والإلكتروميكانيكي اللازم لضمان التشغيل الدائم.
ويُعدّ هذا المشروع أحد أكبر المشاريع التنموية في المنطقة الجبلية، التي تُعرف بصعوبتها الطوبوغرافية وشحّ مواردها المائية، لا سيما خلال فصل الصيف، حيث كانت المياه تصل إلى الحنفيات مرّة واحدة في الأسبوع فقط.
تم تدشين المشروع رسميًا في 2 جويلية المنصرم، تزامنًا مع إحياء الذكرى 63 لعيد الاستقلال، ما أعطى الحدث رمزية خاصة في ذاكرة سكان المنطقة الذين عانوا طويلاً من العطش والعزلة التنموية.
في بلدية آث يني، تم إنجاز ثلاث آبار ارتوازية بقدرة إنتاج إجمالية تبلغ 2600 م³/اليوم، لتغطية احتياجات نحو 5700 ساكن. كما استفادت بلديتا إعطافن وإيبوذرارن من ثلاث آبار جديدة بإنتاج يومي يقدر بـ 2300 م³ لفائدة أكثر من 10,400 ساكن.
وتُقدّر كمية المياه التي ستضخّ يوميًا في الشبكة بـ 1200 م³، ما سيسمح بتزويد السكان بشكل يومي ومنتظم، في ظل إعادة توزيع المياه التي كانت تزوّد بها بعض القرى من مصادر بديلة.
ويُنتظر أن يُحدث هذا المشروع الحيوي تحولاً ملموسًا في مستوى معيشة السكان، وأن يُنهي سنوات الجفاف والمعاناة، خاصة في منطقة جبلية صعبة شهدت تراجعًا كبيرًا في التنمية خلال السنوات الماضية.