أفاد محافظ الغابات لولاية البليدة، محمد مقدم، بأن جرد الثروات الغابية سيسمح بوضع استراتيجية ومنهجية يمكن اتباعها من أجل تهيئة وتنمية الفضاءات الغابية وكذا حمايتها وفقا لخصوصيات كل منطقة على حدة.
في تعليقه عن المرسوم التنفيذي 25 – 200 المتعلق بجرد الثروات الغابية الوطنية وكيفية تسييرها المستدام والتنمية الغابية والذي صدر الأسبوع الماضي، قال السيد مقدم في تصريح لـ “ الشعب” : “ عملية الجرد ستسمح لنا بمعرفة القدرات الإنتاجية للغابات بعد جرد ما تحتويه من مواد خشبية وغير الخشبية وكذلك فيما يخص النباتات الطبية والعطرية والحيوانات البرية ..”
وتابع المتحدث بأن المرسوم يعتبر خطوة مهمة لاعتماد الرقمنة في مجال تسيير الغابات: “ يشمل الجرد أيضا للأراضي الغابية وذات الطابع الغابي والأماكن الرطبة ذات الأهمية، ويتطلب التسيير المستدام الذي ينص عليه المرسوم الجديد عمل ميداني سينجزه مكتب دراسات متخصص ومعتمد حيث سيجمع كل المعطيات النوعية والكمية بشكل منهجي، والتي تٌخزن بقاعدة البيانات على مستوى الإدارة المركزية المكلفة بالغابات أي ضمن نظام معلوماتي في إطار تعميم الرقمنة في التسيير”
وقبل الإنطلاق في عملية الجرد للثروات الغابية على المستوى الوطني، يتعين على كل ولاية أن تنجز مخططاتها الولائية فيما يتعلق بالتهيئة الغابية، التشجير واعادة التشجير، معالجة الأحواض المتدفقة والاستصلاح الغابي، حماية النباتات والحيوانات البرية ومكافحة التصحر- أوضح ذات المسؤول.
وبحسبه، فإن الجرد هو تشخيص اقليمي مبني على تحاليل ومعطيات ميدانية وجرد شامل للثروات الغابية،
ويأخذ بعين الإعتبار الوظائف والاستخدامات الأخرى للغابات لا سيما الرعي وتربية النحل والاستجمام، وهذا بإشراك السكان المحليين في تسيير الغابات خاصة في المناطق الريفية لضمان الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية للغابة، استنادا إلى السيد مقدم فإن أصحاب الملكيات الخاصة في الأوساط الغابية يمكنهم الاستفادة من دعم الدولة، وأن عملية الجرد تقتضي تقسيم المناطق الغابية إلى مساحات قدرها 3000 هكتار من اجل إخضاعها للدراسة بدقة والتي تشمل جميع المعطيات البيئية فيها بحسب تعبيره.
يٌشار إلى أن محافظة الغابات لولاية البليدة تدعم شركة ناشئة في صناعة الزيوت الأساسية والطبيعية، وبموجب اتفاقية معها تستفيد هذه المؤسسة من المادة الأولية المتمثلة في النباتات الطبية والعطرية التي يُستخلص منها هاته الزيوت مثل شجيرات الضرو، وفي بلدية بوعينان يمكن استغلال أحد غاباتها المهمة في إنتاج الفلين من أشجار البلوط الفليني المتوفر بكثرة.
وعـي بيئـي
في سياق منفصل أوضح السيد مقدم بأن عدد الحرائق في ولاية البليدة انخفض بشكل لافت خلال موسم الاصطياف الحالي الذي بدأ في الأول من شهر الماضي المنقضي، وماعدا حريق “ واد كراش” الذي وقع في أراضي وعرة بأعالي الشريعة والتهم 55 هكتارا من الغطاء النباتي، فإن الولاية شهدت سبعة حرائق أخرى في بلديات مفتاح، الأربعاء، صوحان، ولاد سلامة وحمام ملوان، والتي تم إخمادها في ظرف وجيز وفي مجملها أتت على أقل من تسعة هكتار من الأحراش.
وفسر ذات المسؤول التراجع في عدد الحرائق مقارنة بالسنوات السابقة، بالوعي البيئي الملموس الذي صار يمتلكه المجتمع خاصة مع عمليات التحسيس والتوعية التي قامت بهما مصالحه بالتنسيق مع الشركاء الأمنيين وكذا فعاليات المجتمع المدني، وهذا فضلا عن الاستطلاعات الجوية باستخدام طائرة مٌسيرة في تجربة أولى من نوعها هذا الصيف، والتي تسمح بمراقبة الفضاءات الغابية عن بعد وتُسهل عمل أعوان الغابات في رصد الحرائق مباشرة بعد اندلاع من أجل إخمادها ومنع توسعها.
كما أوضح السيد مقدم بأن مصالحه انجزت أكثر من 40 تدخلا منذ الفاتح ماي الماضيين وذلك لمنع انتشار بعض حرائق المفرغات العشوائية بجانب الأوساط الغابية وهذا بفضل تبليغ المواطنين والتدخل الفوري لأعوان الغابات والشركاء على غرار الحماية المدنية، وفي هذا الإطار تم إزالة 12 مفرغة ضمن المخطط الولائي للوقاية من الحرائق بالمناطق المجاورة للغابات كونها مٌسببة للحرائق، فضلا عن استرجاع أزيد من 3000 إطار لعجلات مطاطية مرمية في الغابات، وتم تحويلها لإعادة تثمينها بمؤسسة تسيير مراكز الردم التقني للولاية.