مملكةالحشيش تغرق فـي “التّصهين”

طقـوس يهوديـة تخلّــف صدمـة لــدى المغاربـة

 يشهد المغرب موجة غضب عارمة بعدما رفع حاخام بحضور شخصيات سياسية مغاربة، في مدينة الصويرة، دعوات من أجل عساكر الجيش الصهيوني، ولعودة جميع الأسرى الصهاينة في غزة، وذلك أثناء إحياء عيد يهودي.
الاحتفال وما رافقه من طقوس خلّف صدمة لدى نشطاء مغاربة، حيث علّق بعضهم على ما جرى في الصويرة بالقول: “لم يكن مجرد طقس ديني عابر، فقد جلس إلى جانب الحاخام رجال سلطة ودين محليين، يوزّعون صمتهم كأنّه إذعان، وكأنهم شهود على حفلة نسيان، بينما يُمنع خطباء المساجد من مجرد الترحم على الضحايا الذين يدفنون في المقابر الجماعية بغزة”.
وأضافوا: “المفارقة كانت صادمة، ففي اللحظة نفسها التي يُعاقب فيها خطباء مساجد، ويعزل أعضاء مجالس علمية لأنهم تجرأوا على الترحم على شهداء فلسطين أو التعبير عن تضامنهم مع أهلها، يبارك جيش أجنبي من القتلة في المغرب وترفع الصلوات لنصرتهم في جرائمهم ضد الإنسانية”.

تضيـيق علــى الحـق في التّظاهـر

  من ناحية ثانية، قال الفضاء المغربي لحقوق الإنسان إنه يتابع بقلق شديد ما يجري بالمدن المغربية من قمع للحريات ومنع للتظاهر السلمي، والتنكيل بالمتضامنين والمحتجين، وشن حملة من الاعتقالات على خلفية التضامن مع غزة، واحتجاجا على الأوضاع الصحية بالبلاد.
وانتقد الفضاء في بيان له، تعرض الوقفات والمسيرات التي دعت لها فروع الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطـبيع للمنع وتعنيف المتضامنين والتنكيل بهم وبأغراضهم، كما حدث بمدينتي الدار البيضاء ومكناس يومي السبت والأحد 20 و21 سبتمبر 2025.
واستنكر حملة التوقيفات التي طالت مشاركين في تظاهرات سلمية تنادي بتحسين وتجويد الخدمات الصحية بكل من مدينتي الصويرة وأكادير، في انتهاك فج للحق في الاحتجاج السلمي والتعبير عن الرأي المحميان بمقتضى القوانين الوطنية والعهود الدولية.
وأعرب الفضاء عن تنديده بالقمع والتعنيف والاعتقال الذي يطال مناهضي التطبيع ونشطاء الرأي والحراك الاجتماعي، والذي يكرّس المزيد من الاحتقان الاجتماعي.

” حمـاة المـال العـام” ينتقــدون

  بدورها، انتقدت الجمعية المغربية لحماية المال العام ملاحقةَ المحتجين على غياب التنمية وتدني الخدمات العمومية في قطاعي الصحة والتعليم، والتضييق عليهم واعتقال بعضهم.
واستغرب رئيس الجمعية، محمد الغلوسي، في تدوينة على “فيسبوك”، منع الناس الذين صبروا طويلاً وتحمّلوا كثيراً من التعبير عن معاناتهم والاحتجاج السلمي على أوضاعهم المزرية.
وأشار إلى أنّ هناك مناطق لا تعرف عنها الحكومة أيَّ شيء، وظلّت ولا تزال بعيدة عن كل شعارات التنمية والدولة الاجتماعية، ويعيش أهلها تحت عتبة الفقر ويتعايشون مع الظلم والتمييز.
وأضاف الغلوسي في التدوينة ذاتها: “إنّهم يريدون أن يصرخوا ضد السياسات التي صنعت التفاوت الاجتماعي والمجالي، وأن يوصلوا أصواتهم إلى مراكز القرار”.
وأكّد أنّ هذا يحدث في الوقت الذي ينعم فيه لصوص المال العام بالحرية وبالثروة التي جمعوها من المسؤولية العمومية، دون أي عقاب، بل إنّهم يتّحدون المجتمع ويصنعون القوانين التي تحميهم من المساءلة، ويستعد معظمُهم للترشح من جديد للانتخابات أو توريث مناصبهم لأبنائهم وأقاربهم.
كما عبّرت هيئات مغربية عن إدانتها للتضييق الأمني الذي قوبلت به احتجاجات المتضامنين مع غزة، والاستمرار في استقبال “سفن الإبادة”، إلى جانب تواصل الأنشطة التطبيعية، وآخرها الاحتفال بعيد يهودي في مدينة الصويرة دعا خلاله حاخام لنصرة الجيش الصهيوني الذي يبيد الفلسطينيين .
وقالت حركة المقاطعة “بي دي إس” بالمغرب، إنه و«في ذروة حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الصهيوني على غزة. وتصعيد عمليات الدهم والتجريف والاعتقال والضم المسعورة في الضفة الغربية، وحين تقبل دول على اتخاذ قرارات ردعية للاحتلال مثل إسبانيا، وتنضم أخرى مثل البرازيل إلى دعوى جنوب إفريقيا ضد الكيان الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية، تفتح السلطات المغربية موانئنا أمام أسطول الإبادة”.
وأضافت “بي دي إس” في بيان لها، أنه وعوض الاستجابة لنبض الشارع، واجهت السلطات بقمع عنيف المبادرة الحضارية السلمية التي دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع بالدار البيضاء، تضامنا مع أسطول الصمود العالمي من جهة، ورفضا لمرور سفن الإبادة من جهة أخرى، حيث تم منع التجمع وتفريق المشاركين بالقوة، في انتهاك صارخ للحق الدستوري في التعبير والتظاهر السلمي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19883

العدد 19883

الثلاثاء 23 سبتمبر 2025
العدد 19882

العدد 19882

الإثنين 22 سبتمبر 2025
العدد 19881

العدد 19881

الأحد 21 سبتمبر 2025
العدد 19880

العدد 19880

السبت 20 سبتمبر 2025