تحرص على بعث ثقافة الاعتراف

قرية لعوينات.. الرياضة جسر الوفاء لرجال التربية

خ.العيفة

ما يميز المبادرة الرياضية التي احتضنتها قرية لعوينات، أنها لم تأت فقط لتمتع الشباب بالنشاط والحركة، بل لتزرع فيهم ثقافة الوفاء والاعتراف بفضل رجالات التربية، وهي رسالة قوية بأن القرى بالعمق السكيكدي، رغم بساطتها، لا تزال قادرة على احتضان الأحداث النوعية، وتقديم نماذج مشرفة للتلاحم الاجتماعي والتكامل بين الأجيال.

في قلب الطبيعة الجبلية الساحرة ببلدية خناق مايون، تعود قرية لعوينات لتخطف الأنظار مجددا، ليس بجمالها الطبيعي فقط، بل بحركية رياضية شبانية تعطي دفعة جديدة للمنطقة وتكرم اسما تربويا خالدا في ذاكرتها، المرحوم عبد الرزاق زاير.
وانطلقت فعاليات التظاهرة أواخر شهر جويلية في أجواء مفعمة بالمشاعر والتقدير، حيث كان الافتتاح مميزا بحضور عائلة الفقيد، رفاقه، وتلاميذه السابقين، ممن تقاسموا لحظة وفاء اختلط فيها الحنين بالفخر، والمبادرة نظمها المكتب التنفيذي البلدي للمنظمة الوطنية لحماية الطفولة والشباب، بالتنسيق مع مصالح البلدية، لتكون أكثر من مجرد حدث رياضي، بل محطة إنسانية، اجتماعية، وسياحية بكل المقاييس.
وتزامن الحدث مع الذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام، ليمنح المناسبة بعدا وطنيا وتربويا أيضا، وتمتد التظاهرة إلى غاية 20 أوت الجاري، وتشمل دورة كروية بمشاركة 16 فريقا من لعوينات وخناق مايون، دورة في الكرة الحديدية بمشاركة 12 فريقًا، وسباق العدو الريفي بمشاركة أكثر من 50 عداء من مختلف الفئات.
وهذه الأنشطة، بحسب سكان القرية، لم تكن مجرد منافسات، بل فرصة فعلية لـكسر الروتين الصيفي، وتنشيط الفضاءات العمومية، وإبراز المواهب المحلية في أجواء تسودها الروح الرياضية والأخوة.
وبعيدا عن الملاعب، تحتفظ لعوينات بسحر خاص يجعل منها وجهة مثالية لعشاق الطبيعة الهادئة، والتقاليد الريفية الأصيلة، الغابات الكثيفة المحيطة، المناخ الجبلي العليل، وشاطئ خرايف، يشكلان عناصر جذب حقيقية للسياحة الداخلية، خصوصا مع تزايد الاهتمام بالسياحة الجبلية.
وتسهم مثل هذه التظاهرات، بحسب المنظمين، في تحريك العجلة السياحية للمنطقة، من خلال استقطاب الزوار، وتحفيز المبادرات الشبابية التي تعيد الحياة إلى القرى والمداشر.
ويأمل سكان لعوينات أن تكون هذه التظاهرة بداية لمزيد من الفعاليات التي تعزز مكانة القرية كمركز حيوي للرياضة والثقافة، بفضل جهود المنظمين ودعم المجتمع المحلي، أثبتت لعوينات أنها لا تزال تنبض بالحياة، وأن شبابها قادر على حمل مشعل التغيير والتطوير.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19851

العدد 19851

الأحد 17 أوث 2025
العدد 19850

العدد 19850

السبت 16 أوث 2025
العدد 19849

العدد 19849

الخميس 14 أوث 2025
العدد 19848

العدد 19848

الأربعاء 13 أوث 2025