على رمال الشاطئ الكبير ببلدية عين الزويت، حيث تلتقي زرقة البحر بخضرة الطبيعة، تجسدت واحدة من أروع الصور الإنسانية في موسم الصيف بولاية سكيكدة، عندما شارك أطفال من ذوي الهمم، تحديدًا المصابون بـمتلازمة ترزوميا 21 (متلازمة داون)، لحظات فريدة من الفرح والاندماج الاجتماعي، بفضل مبادرة راقية شاركت فيها أطراف متعددة بروح عالية من التضامن.
في أجواء مملوءة بالبهجة والضحك الطفولي، مد أفراد الحماية المدنية بسكيكدة أيديهم لهؤلاء الأطفال بكل حنان، وساعدوهم على خوض تجربة السباحة بأمان، ليؤكدوا بعيدا عن المهام الروتينية أن رجل الحماية هو أيضا إنسان يحمل رسالة، ويفتح للآخرين أبواب الحياة، لا فقط أبواب النجاة.
ولقد تجسدت على هذا الشاطئ رسالة عميقة من قبل المنظمين «الفرحة حق للجميع، والبحر لا يعرف التمييز»، وبفضل جهود كل من وقف خلف هذه المبادرة، عاد الشاطئ ليكون كما يجب أن يكون دائما فضاء مفتوحا لكل الفئات، دون استثناء أو إقصاء.
والمبادرة، كانت من تنظيم النادي الرياضي الهاوي «أمل حمادي كرومة»، الذي خرج عن الإطار الكلاسيكي للرياضة، ليضع لبنة جديدة في بناء مجتمع متضامن، منفتح على ذوي الاحتياجات الخاصة، وواع بأهمية الدعم المعنوي والنفسي لهؤلاء الأطفال.
وبالشراكة، مع الجمعية الولائية للإدماج المدرسي والمهني للمصابين بمتلازمة ترزوميا 21، تم تنظيم هذه النزهة البحرية التي لم تكن مجرد رحلة ترفيهية، بل تجربة غنية بالأمل، تستحق أن تتكرر وتعمم.
والشاطئ الكبير ببلدية عين الزويت، أحد أجمل المواقع الساحلية بولاية سكيكدة، لا يزال محافظًا على طبيعته، وشهرته المتنامية كوجهة سياحية عائلية هادئة وآمنة، ومع هذه المبادرات الإنسانية، يكتسب بعدا جديدا، ليكون أيضا فضاء للسياحة الاجتماعية، التي تدمج الترفيه بالرسالة المجتمعية، وتخلق فرصا جديدة للعيش المشترك.