نابغــة سطيـف في ذكـراه السبعين

الإمــام علـي بـن طالـب.. إيقونــة قريــة الحامـة

فؤاد بن طالب

كان علامة فارقة في التاريخ الثقافي والديني في سنوات الأربعينات والخمسينات، لقب من طرف كل من عرفوه بأيقونة الأجيال وعلى رأسهم الشيخ الهاشمي أستاذه المفضل الذي تتلمذ على يديه وتغذى بنصائحه وعلمه الديني.


لأن الإمام علي بن طالب قضى فترة طويلة في تدريس القرآن الكريم والفقه والشريعة لأبناء قريته وأبناء القرى المجاورة حتى أصبح الأب الروحي للشباب.
الإمام علي بن طالب لم يكتف بالتدريس في مسقط رأسه، بل صال وجال في سنوات الأربعينات والخمسينات، وقبلها عبر دوائر بلديات ولاية سطيف مقدما أفكاره النضالية والعلمية للشباب حتى سمي بأيقونة العلم والشريعة، حيث رفع راية العالم عالية أينما حل وارتحل عبر منابر المساجد التي يزورها.

 نابغـة متمـيـزة

كان يوصف بالنابغة حين يخطب، والفارس حين يعتلي المنابر حاثا أجيال زمانه هنا وهناك على مواصلة الدراسة والفقه والشريعة ودراسة القرآن الكريم..إنه الإمام علي بن طالب الذي ولد سنة 1903 وتوفي في 1955 بمسقط رأسه قرية الحامة، تاركا وراءه إرثا علميا متميزا، منها كتب فقهية ودينية هي الآن متواجدة في خزائن مسجد الحامة العتيق، إنه الإمام علي بن طالب رحمه الله الذي يبقى اسمه وعلمه يشهدان عليه تتذكره الأجيال المتعاقبة.

 نسبــه

الشيخ العلامة علي بن طالب بن بلقاسم بن السعدي، وأمه مسعد وخاله رشيد محمد وهو عالم من علماء قرية الحامة ولاية سطيف فقيه محقق ومحدث جامع القوى وأحد العلماء المتميزين في أوساط علماء قريته، كما للإمام إسهامات وكتب في الفقه والشريعة هي الآن محفوظة في خزائن مسجد الحامة وبيته، حتى أصبحت شخصيته علامة فارقة في التاريخ الثقافي والفقه والشريعة إلى أن أصبح أيقونة العلم والثقافة وسط شيوخ قرية الحامة وشبابها والقرى المجاورة لخيال بوطالب.

نشأتــه ودراسـتــه

نشأ الإمام علي بن طالب في أسرة ميسورة الحال عريقة متينة الصلة بالعلم والدين فتلقى تعليمه في كتاب قرية الحامة، حيث حفظ القرآن الكريم وهو صغير السن برعاية أبيه بلقاسم وجده السعدي، حيث حفظ أيضا أصول الفقه والشريعة كالأجرومية، وهذا قبل سنوات الأربعينات والخمسينات وبعدها تضلع بشكل مهيب وتعمق في العلوم الدينية.
وبعد أن بلغ سن الرشد وأصبح رجلا تلقى العديد من الدروس الفقهية والشريعة على بعض شيوخ قريته وشيوخ من خارج القرية، يتقدمهم الإمام الشيخ الهاشمي الذي ينتمي إلى مدرسة الشيخ الورتيلاني فتضلع الإمام علي بن طالب في بحر الفقه والشريعة وتدريس القرآن الكريم بقرية الحامة وإمام مسجدها العتيق إلا أن الإمام علي بن طالب كانت له رؤية أخرى في هذه الحياة والبحث على آفاق جديدة في حياته العلمية بعدما أبحر في تدريس القرآن لأبناء القرية، فكر في الخروج إلى فضاءات أخرى خارج مسقط رأسه فصال وجال عبر ولاية سطيف مقدما خدماته العلمية والدينية إلى الشباب، لكن طموحه في نشر العلم لم يبق محصورا بقرية الحامة والقرى المجاورة ففضل الترحال إلى العاصمة في الخمسينات.  
^ نشاطــــــــــــه
بعد تجواله عبر ولاية سطيف وقراها في سنوات الأربعينات والخمسينات، كان نشاط الإمام علي بن طالب متميزا في تلك السنوات تعليما وتأطيرا وتنظيما وتدريسا خاصة وأن الإمام كان متأثرا بشيوخ ذلك الزمان وعلماء الأربعينات وعلى رأسهم البشير الإبراهيمي والإمام بن باديس وغيرهم من العلماء، وهذا ما جعله أيقونة علمية متميزة، ففكر أثناء تجواله بالعاصمة، فكون مدرسة قرآنية بحي لعقيبة لتدريس القرآن الكريم والفقه الشريعة لأبناء الجزائريين الفقراء بهذا الحي الذي يبقى شاهدا على خصال الإمام علي بن طالب، الذي ترك إرثا علميا كبيرا سواء في قرية الحامة أو القرى التي درس بها، كما تخرج على يديه العديد من الطلبة يتقدمهم إبنه المجاهد أحمد بن طالب وبزدو محمد وآخرون.
^ وفاتــــــــــــه
وبعد حياة حافلة بالخير وبمسيرة إسلامية وطنية مليئة بالعلم والفقه والشريعة، وبعد عمر حافل بالأعمال الخيرية توفي الإمام علي بن طالب سنة 1955م وعمره لا يتعدى 52 عاما، في مسقط رأسه، الحامة بحضور العديد من تلامذته والعلماء وأهل العلم ومحبيه وعارفي فضله الذي لا ينسى أبدا..
رحم الله “الإمام علي بن طالب” وأسكنه فسيح جناته، إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
^  إعلامي وكاتب

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19842

العدد 19842

الأربعاء 06 أوث 2025
العدد 19841

العدد 19841

الثلاثاء 05 أوث 2025
العدد 19840

العدد 19840

الإثنين 04 أوث 2025
العدد 19839

العدد 19839

الأحد 03 أوث 2025