بعد أقل من 48 ساعة على وفاة الفنان العالمي رشيد طه

الساحة الفنية تفقد الملحن والمطرب جمال علام بباريس

نورالدين لعراجي

فقدت الساحة الفنية  ظهر امس الفنان القبائلي جمال علان ، الذي وافته المنية  بباريس عن عمر ناهز 71 سنة ، وفي اقل من 48  ساعة  على رحيل  الفنان الجزائري رشيد طه  بباريس ، ينزل خبر وفاة  الفنان والملحن جمال علام  هو الاخر كالصاعقة  على قاعة التحرير ، بعد  معاناة مع المرض منذ مدة طويلة ، واشتهر الفقيد جمال علام بنوعه الموسيقي المميز وأغانيه ذات الطابع الامازيغي “ القبائلي “، لم يحد عنها طول مسيرته الفنية ، وظل وفيا للطابع ذاته محافظا عليه ، ما أكسبه بصمة تحمل أوتاره الموسيقية.


ولد الفقيد جمال علام  سنة 1947 بولاية بجاية وتعلم فنون العزف من مدرسة  المايسترو الشيخ الصادق البجاوي ، احد اهم الاعلام الموسيقية في منطقة القبائل ، وتمكن المغني جمال علام خلال مسيرته ان يسافر الى الضفة الاخرى من المتوسط ويصنع نجوميته كفنان ، ابهر الجمهور  بطابعه الموسيقي وألحانه العذبة ، التي تجول في اصول الاغنية القبائلية  ، ذات البعد الاجتماعي  والإنساني ، فكان جديرا بأن يسطع  نجمة في المشهد الفني ، ويسمع بصوته وألته الموسيقية  النغمة الجزائرية ذات الطابع القبائلي الى العالمية .
اشتهر الفقيد بالتلحين والغناء معا ، كما كان له دور كبير في التوزيع الموسيقي للعديد من الاعمال الفنية لفنانين شباب ، ولا شك انه خبرته واحتكاكه بالفنانين العالميين منحه ايضا ، الخبرة والدراية في معانقة النغمات الاخرى ، حيث تعلم الموسيقى الاندلسية ، والغناء الشعبي الذي ورثه ايضا من اعمدة الاغنية الشعبية  في الجزائر امثال ، الشيخ حسناوي أمشطوح ، الصادق البجاوي ، الشيخ العنقى ، بوجمعة العنقيس وغيرهم من رواد الاغنية الشعبية  ، الامر الذي مكنه من  البحث ايضا عن متنفس اخر من النغمات الاخرى فكان له حظ  في تعلمها بالكونسيرفاتوار بعاصمة الحماديين بجاية  سنوات الستينيات .
في بداية مشواره الفني انتقل الفقيد كغيره من ابناء جيله  من الفنانين الى عاصمة الجن والملائكة  واستقر بباريس ،يشتغل في احد مسارحها وبالضبط في مدينة مارسيليا اين تعرف على فنانين امثال جورج موستاكي ، الذي تربطه علاقات وطيدة مع العديد من الفنانين والمسرحيين الجزائريين
في سنة 1971 عاد الى ارض الوطن واشتغل كمقدم اخبار بالقناة الاذاعية  الثالثة ، الفرصة التي منحته الكثير من العلاقات مع شخصيات كبيرة امثال الرسام العالمي اسياخم ، وعضو اتحاد الكتاب الجزائريين صاحب رائعة نجمة  الروائي كاتب ياسين  ، كانت كلمات جمال علام  تدخل ضمن اطار الاغاني الملتزمة ، التي تغنت بالحب والحرية والتسامح وتجسيد المحبة بين الناس ، وظل وفيا لطابعه الغنائي ملحنا ومغنيا ، كما ادى بعض الاغاني الشعبية باللغة العربية  ، وظل على نهجه وفيا ومتسامحا مع الاخر ،رسالته نبيلة لا غبار عليها  
لعل اول البوم اطلقه جمال علام هو البوم “ مارا ديوغال “ الذي انتشر كلمح البرق وأصبحت البيوت والإذاعة الوطنية ترسل مقاطع منه عبر الاثير  ، ثم انتقل الى البوم “ سي سليمان “ ، ثم “ساليمو “  هذا الاخير نال بواسطته عدة جوائز عالمية
في انتظار وصول جثمانه من فرنسا ، سيوارى الثرى بمسقط رأسه ببجاية ، وبوفاته تكون الساحة الفنية  قد فقدت قامة غنائية  اهدت الفضاء الفني احلى المقطوعات والاسطوانات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024