شدّد الدكتور سفيان خلول، أستاذ محاضر بالمدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة، على أن الذكاء الاصطناعي يشكل إضافة قوية لترقية الترجمة التقنية وتحسين سرعتها وجودتها، لكنه لا يمكن أن يحلّ محل الخبرة البشرية، خاصة في النصوص الحساسة كالقانونية والطبية والأدبية.
أكد خلول أن الذكاء الاصطناعي أتاح أدوات متقدمة تسرّع عملية الترجمة وتضمن تناسق المصطلحات، غير أن دور المترجم البشري ما يزال حاسمًا في النصوص التي تتطلب فهماً للسياقات الثقافية والدلالات الدقيقة.
وأشار إلى أبرز التحديات التي تواجه الترجمة التقنية، ومنها صعوبة التعامل مع المصطلحات الفنية المتخصصة التي تحمل معاني دقيقة، مستشهدًا بمصطلحات مثل Big Data وDeep Learning، التي قد تبدو ترجمتها المباشرة صحيحة لكنها تفقد معناها التقني إذا لم يُحط المترجم بسياقها.
ولفت إلى أن أنظمة الترجمة الآلية تعاني من قصور في استيعاب السياقات الثقافية والتعابير الاصطلاحية، ما يؤدي إلى ترجمات حرفية خاطئة مثل ترجمة المثل العربي “رجع بخفي حنين” أو العبارة الإنجليزية It’s raining cats and dogs، إذ تفشل الآلة في إدراك المعنى المجازي لهذه التعابير.
كما أوضح أن هناك فجوات في تغطية اللغات واللهجات الأقل شيوعًا رقميًا بسبب محدودية البيانات، ما يقلل من دقة الترجمة في مجالات تتطلب حساسية عالية كالطب والقانون والهندسة.
وفي ما يتعلق بالمستقبل، أكد أن الذكاء الاصطناعي أصبح داعمًا مهمًا لتحسين جودة الترجمة وسرعتها، لكنه يبقى قائماً على الاحتمالات أكثر من الفهم العميق، ما يجعل التدخل البشري ضروريًا لضبط الدقة في النصوص المتخصصة والحساسة، بما في ذلك النصوص القانونية والطبية والشعرية والتراثية.
واختتم بالتأكيد أن مستقبل الترجمة يكمن في التكامل بين الآلة والإنسان، بحيث توفّر الآلة السرعة وتبقى مهمة المترجم رفع الجودة والتوطين الثقافي للنصوص.