أستـاذة الترجمـة .. ليلـى يحياوي لـ”الشعــب”:

الذكــاء الآلي لا يفســد الترجمــة.. بـــل يخدمهـا

إيمان كافي

تعتبر أستاذة الترجمة والترجمة الفورية بجامعة ورقلة ليلى يحياوي أنه علينا أن نتفق أن الذكاء الاصطناعي هو المرحلة الجديدة من الانجاز البشري في عالم التكنولوجيا، فمثلما أثّث الأنترنت عالمنا وأعاد صياغته، سيقوم الذكاء الاصطناعي بدوره بتغيير ملامح البشرية لمرحلة أخرى قبل أن نتهيأ إلى استقبال فتح تكنولوجي.

أكدت ليلى يحياوي لـ«الشعب” أن الترجمة شأنها شأن كل المهن والمجالات، بدأت بالتأثر بهذه الأداة الجبارة، مشيرة إلى أن الفكرة ليست في وضع الترجمة في مواجهة مع الذكاء الاصطناعي لأن هذا الأخير يبقى فقط أداة مهمة يعتمد عليها المترجم مثله مثل أي مستعمل آخر.
وعن استغلال الحواسيب للترجمة، ذكرت أن علاقة الترجمة بالآلة قديمة، موضحة أن التطورات في مجال الترجمة الآلية توالت، خاصة مع ظهور الترجمة الإحصائية في بداية الألفية الثالثة، ثم الترجمة العصبية في منتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.
وبالتالي، فإن استخدام البرمجيات والتكنولوجيا لفائدة الترجمة تقول “ما هو إلا مرحلة سابقة نرى نتائجها الآن، من خلال نقل معركة الذكاء الاصطناعي إلى ساحة الترجمة، حيث سرّعت الترجمة الآلية مهمة المترجمين في الانتقال بين اللغات، وساهمت كذلك في تقليص التكاليف وعلى نفس المنوال سيسهم الذكاء الاصطناعي في توسيع آفاق عمل المترجمين ونشاطهم”.
واعتبرت الأستاذة يحياوي، أن التخوّف من تسبّب الذكاء الاصطناعي في زوال كثير من المهن هو تخوف مفهوم، يشبه إلى حد ما التخوف الذي سبق توظيف الحاسوب على أساس أنه أي “الذكاء الاصطناعي” سيتسبب في الاستغناء عن الانسان، وفي الواقع هذا التخوف لا يقتصر فقط على مجال الترجمة فحسب، وإنما يمتد إلى مجالات أخرى كثيرة.
وقالت المتحدثة إن الإجابة عن السؤال المتعلق بتأثر الترجمة بثورة الذكاء الاصطناعي، لا يمكن إلا صياغتها ضمن تصور إيجابي يخدم المهنة والمنتسبين إليها، وهو يعيد إلى الأذهان فكرة “هل كانت الترجمة الآلية كافية للاستغناء عن العنصر البشري”، مؤكدة “بطبيعة الحال لم يحدث، لأنه وإن كانت الترجمة الآلية تعتمد على خوارزميات معقدة، فإنها وبدون شكل تبقى دائما في حاجة إلى العنصر البشري من أجل التدقيق والتنقيح”.
وتطرّقت أيضا الأستاذة ليلى يحياوي إلى مناقشة توظيف الذكاء الاصطناعي في مجال الترجمة، معتبرة أنه سيعيد فتح النقاش بشأن الترجمة الأدبية كون الذكاء الاصطناعي بات يوفر أدوات تحرير خارقة، يكاد ألا يميز بينها وبين ما يحرّره البشر، كما أكدت أنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينقل الترجمة المتخصصة نقلة يقتصد فيها الجهد كثيرا، لاسيما عبر الترجمة للشاشة أو الترجمة السمعية البصرية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19883

العدد 19883

الثلاثاء 23 سبتمبر 2025
العدد 19882

العدد 19882

الإثنين 22 سبتمبر 2025
العدد 19881

العدد 19881

الأحد 21 سبتمبر 2025
العدد 19880

العدد 19880

السبت 20 سبتمبر 2025