تعمل الجزائر بجد لصالح ضمان أمن وسلم القارة الإفريقية، من خلال المساهمة الفعالة في مكافحة الإرهاب والتطرّف العنيف، هذا ما جعلها محل احترام دول القارة، وإشادة بدورها الفعّال في هذا المجال، بحيث تقدم خبرتها وتساهم بجهودها ماديا ومعنويا، وبالمرافعة من أجل مصالح إفريقيا على الصعيد الدولي، وتنميتها داخليا بكل ما يمكن توفيره من إمكانات وقدرات.
لم تكن الإشادة بدور الجزائر في خدمة مصالح القارة الإفريقية مجرّد ثناء لا أساس له، بل كانت نتاج جهودها الكبيرة في الدفاع عن إفريقيا ومصالحها، منذ استرجاع الاستقلال إلى اليوم، سواء بتقديم خبرتها في المجالات العسكرية أو التنموية والأمنية، وفي هذا السياق، أشاد الاتحاد الإفريقي بالقيادة الحكيمة والدور الفعاّل لمنسّق الاتحاد الإفريقي لمكافحة الإرهاب والتطرّف العنيف، رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، حيث طلب المجلس من مفوضية الاتحاد الإفريقي تكثيف جهودها بغية التنفيذ الكامل للتوصيات الواردة في تقاريره الصادرة في هذا الشأن، والمعتمدة من قبل قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي.
شعــارات تتجســّد
وفي إطار مساعيها الرامية إلى تمكين إفريقيا من ضمان أمنها عبر مؤسساتها الإقليمية، كانت الجزائر قد وقفت وراء الإعتراف الدولي بالدور الأساسي الذي تضطلع به الآليات الإفريقية القائمة، لا سيما لجنة أجهزة المخابرات والأمن الإفريقية (CISSA)، ووحدة مكافحة الإرهاب التابعة للقوة الإفريقية الجاهزة، وأفريبول (AFRIPOL)، ممّا يظهر إيمان الجزائر بالنضج المتزايد للبنية الأمنية القارية.
وتكريسا لدورها الفعّال في تنمية القارة سيما في مكافحة الظواهر العابرة للأوطان، على غرار الإرهاب والجريمة المنظمة، والهجرة غير الشرعية، التي تعتبر التهديد الأكبر لأمن القارة وتنميتها، تحتضن الجزائر على أرضها ثلاثا من الهيئات المعنية بمكافحة والتصدي للظاهرة، وهي لجنة الأركان العملياتية المشتركة “سيموك”، وآلية الاتحاد الإفريقي في مجال الشرطة “أفريبول”، والمركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب، وهي آليات تعنى بدراسة الظواهر المتطرفة وسبل التصدي للظاهرة، علميا وعسكريا بالتعاون بين مختلف الدول الأعضاء، وتبادل المعلومات والخبرات، ونقل التجربة الجزائرية وخبراتها في مكافحة الإرهاب للدول الأعضاء، وباقي دول القارة لتعزيز الأمن.
وقبل ذلك كانت الجزائر سباقة إلى فرض تجريم دفع الفدية للجماعات الإرهابية، التي كانت تعتبر مصدر تمويل رئيسي لهذه الجماعات، تستغله لتنفيذ عملياتها الإجرامية ضدّ بلدان وشعوب المنطقة.
وعلى اعتبار التعليم والتكوين أول قلاع مكافحة الظواهر المتطرفة، تقدم الجزائر تكوينا للضباط والعسكريّين من مختلف الدول الإفريقية في مدارسها العسكرية، حيث ساهمت في تكوين الآلاف منهم، لضمان جاهزية الجيوش الوطنية لمواجهة التحديات التقليدية والجديدة والمستجدة في المنطقة، ناهيك عن فتح الجامعات الجزائرية أبوابها لتكوين المدنيّين منهم ليعودوا إلى بلدانهم ويساهموا في بنائها وتنميتها.
وإضافة إلى الجانب العسكري والتعليمي، تعتبر الجزائر أنّ التنمية تسير جنبا إلى جنب مع الأبعاد الأمنية لمكافحة الإرهاب والتطرّف العنيف، وباقي أشكال الجريمة المنظمة، وعليه تتمسّك بدعم التنمية في القارة الإفريقية، حيث تشارك الجزائر بفعالية في كل التظاهرات المعنية بالتمنية في إفريقيا، على غرار مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا، ومختلف نسخ المؤتمر الدولي لتمويل التنمية في إفريقيا بالشراكة مع الأمم المتحدة، كما تساهم ماليا في مختلف أجهزة القارة للتنمية، بل وأنشأت وكالة التعاون الدولي وضخّت فيها مليار دولار لخدمة التنمية في إفريقيا، وقدمت مليون دولار منحة تطوعية لآلية التقييم من قبل النظراء.
يضاف ذلك إلى مشاريع البنى التحتية، على غرار الطريق العابر للصّحراء والألياف البصرية، وخطوك السكك الحديدية، وإنشاء مناطق التبادل الحر الحدودية، ومناطق التجارة الحرة القارية، كل تلك الجهود تكرّس التزام الجزائر الفعلي، ورغبتها القوية في النهوض بإفريقيا لتأخذ مكانتها المستحقة.