الشيخ الصحراوي لـ» الشعب»:

شعراء الملحون مهمشون وتدوين قصائدهم ضرورة ملحة

حبيبة غريب

في رصيده مئات القصائد الشعرية، طابعه الشعر الملحون والأغنية الصحراوية،  قدم كلماته لعديد  الفنانين، ولقب بالشيخ الصحراوي من طرف زهير المراكشي  سنة 1979 اثر مروره في الحصة التلفزيونية  «ألحان وشباب» مع عبد الله كريو « انه مخنن الزبردي شاعر الملحون»  الذي جعل   هذا الجنس من الأدب الشعبي شغفا لحياته اليومية، منذ ان كان عمره 12 سنة. تأثر «بالشاعر محمد بن مرزوق ، و قصيدته الخالدة «رأس بنادم» ، الشيخ سماني،  عبد الله كريو، الحاج عيسى بن علال و قصيدته الشهيرة «قلبي تفكر عربان رحالة» و غيرهم . تفاصيل مسار الشاعر رصدتها «الشعب».

هو من مواليد 22 أفريل بعرش الاحوامد بالرمانة ولاية بوسعادة، المعروف عنه احتكاكه بالعديد من الفنانين والشعراء الكبار أمثال الفنان «البار عمر، خليفي أحمد، وأخوه خليفي محمد. بدأ يشارك شابا في عكاظيات اولاد جلال وسيدي خالد ومهرجان الشعر الملحون في بومرداس . شارك في الحياة الثقافية بانتمائه إلى الجاحظية، وجمعية الكلمة وغيرها... له ديوان: «حقول و ألوان الصادر عن دار الأوطان سنة 2010، والديوان الشعري الثاني ينابيع الأصالة، الصادر عن نفس الدار .   
قال عنه الكاتب عيسى فوضيل: «الشيخ الصحراوي من معدن أصيل قاوم بشعر كالرصاص الفاسدين من أبناء جلدته، من الطماعين والانتهازيين الذين تناسوا التاريخ والقيم و صاروا يلهثون وراء المادة والمنصب على حساب إخوانهم ووطنهم».
هو اليوم بصدد التحضير لإصدار 3 كتب حول الطبوع، المقامات والموازين الخاصة بآلة القصبة، أين يعرّج على الطابع البياتي السعودي، البابوري السيكة، وغيرهم «للشاعر «أغنية «البهجة « التي غنتها له المطربة اصيلة و التي تم تسجيلها مند شهر، وهو عمل فني يضاف الى قصيدته التي غناها البار عمر «يا بشرى  بالعيد للماضي عدنا» والقصائد التي غناها المرحوم خليفي أحمد، وغيرهم
عن واقع الشعر الملحون اليوم بالجزائر،  يرى الشيخ الصحراوي أنه يعاني التهميش « فهناك «  هناك زخم كبير في الشعر الملحون، هناك ألف أو ألفين شاعر من بينهم 200 امرأة في حاجة الى التفاتة وعناية دون تركهم على الهامش».
«فالمعروف عن الغرب الجزائري و كذا الجنوب و حتى ورقلة و غرداية ... حب ناس هذه المناطق» يقول الشاعر: «لهذا التراث الشعبي الأصيل معروف بكثرة الفحول، وعندنا اليوم مزرعة للشعراء و فنانين الأغنية الصحراوية، لكن للأسف الشديد، هم منسيين ومهمشين ولا أحد يولي لهم الاهتمام اللازم».
أضاف الصحراوي: «الجهات المعنية بحماية التراث اللامادي والأدب الشعبي غائبة تماما عن الميدان، ولا يهتم أحد منها بتدوين هذا الكنز العريق، فهناك مهرجانات يحضروا فيها كثيرا من ليس لهم أدنى علاقة بعالم الشعر الملحون،  فمن الأحسن أن تصرف الأموال التي تخصص لها لجمع وتدوين القصائد والأعمال و مسيرات الشعراء الكبار الذين أصبح يغيبهم الموت و يندثر تراثهم معهم « .
 ذكر الصحراوي: « الشاعر محمد بن زوالي من ورقلة  الذي كتب 1400 قصيدة هي اليوم عرضة  للزوال، ففي المشرق العربي تخصص برامج خاصة بالشعر النبطي، تداع على الهواء و تدون وتحفظ ونحن نكتفي بدعوة الشاعر في المناسبات القليلة لأربع أو 5 دقائق فقط في التلفزيون «.
ووجه الشيخ الصحراوي نداءً عاجلا للسلطات المعنية بالثقافة طالبا «تخصيص مساعدة حقيقية و تكثيف الاهتمام بهذا التراث الذي يعتبر كنزا من كنوز الجزائر، فإن القصبة، يقول: «لو كانت في دولة أخرى لأصبحت في مصف العالمية، لكن هنا مكتوب عليها وعلى الشعر الملحون التهميش وعلى الشعراء التغييب من الملتقيات التي أصبحت الدعوة فيها تسير وفق تبادل الخدمات والمصالح الشخصية».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024